صدرت حديثا (02/ 12/ 2019) في العراق (بابل) عن دار الفرات للثقافة والإعلام، رواية (السّيدة كركم) للأديبة والمترجمة والناقدة د. أسماء غريب. وقد جاء الإصدار بطباعة أنيقة في 126 صفحة من الحجم الوزيريّ، وقدّم لها الأديب د. كريم حميد الدراجي.
والرواية ذات طابع عرفانيّ يضع تحت مجهر الفحص العديد من القضايا الإنسانية والفكريّة التي تخصّ علاقة الإنسان بخالقه وعلاقته بالكون، وكذا مدى التطورات المعراجية التي تحكم المسار الروحي والفكري للإنسان. وقد زاوجت الروايةُ بين الأسلوب السيرذاتي والأسلوب الغرائبيّ والفانتاستيك العرفانيّ. وعنها يقول د. كريم حميد الدراجي: ((الدكتورة أسماء غريب في هذه الرواية، استلهمتِ الوجودَ الإنسانيّ بمكوناته الماديّة والفكريّة والروحيّة، عبر استحضار الشخوص والأمكنة والأزمنة في حوار سرديّ؛ كراوية حيناً وكشخص حيناً آخر، يتكلّمُ عن نفسه من داخل الأحداث في رحلة روحانيّة عبر المدن والكواكب والنجوم، في غايةٍ للبحث عن ماهيّة الإنسان في وجوده الواقعيّ والماورائيّ، وفي حبكة خصبة متشعّبة ومتوّحدة بذاتها في آن، إنّها خَلقٌ في رواية، وروايةٌ في خَلق كونيّ، ليس لها غير أن تُخَلّق من تفاعل الروحانيّ المُحلِّق غير الملموس مع الفلسفي المُتسائِل دائماً وأبداً في حكمة الوجود الكونيّ للإنسان (ومن خلال المفاهيم والنصوص القرآنية التي تشير إليها والموروث الديني) مع العلميّ المُكتشِف للحقائق الملموسة عبر قوانينهِ الصارمة في الرياضيّات والفيزياء والفلك والكيمياء وعلوم الاتصالات وشبكاتها العنكبوتيّة، ودونما إهمالها للمتناول المنظور في الحياة الإنسانيّة اليوميّة، في المدينة والسّوق والبيت)). وقد حرصت الأديبة د. أسماء غريب على أن تسلّط الضوء في روايتها هذه على قضيّة حوار الثقافات والحضارات من خلال طرحها لنتاج يجمع بين الشرق والغرب عبر عين رائية تزاوج بين أكثر من ذاكرة تاريخية وكونيّة.
وتجدرُ الإشارة إلى أنه قد صدر للأديبة أسماء غريب لدى دار الفرات أعمال أخرى منها: موسوعتها (ترجمتُ لكَ) وهي في ستة أجزاء وباللغتين العربية والإيطالية. ودواوينها الشّعرية (مالم تبح به مريم لأحد) و(تستوستيرون) و(مشكاة أخناتون) و(مقام الخمس عشرة سجدة).ثمّ (99 قصيدة عنكَ)، ومجموعتها القصصيّة (أنا رع) وإصدارات نقدية أخرى. وعن مشاريعها الإبداعيّة القادمة تقول أسماء غريب إنّها منشغلة في هذه الفترة بعمل نقديّ عالميّ جديد ترنو به افتتاح عامها المقبل بإذن الله.