أشار السفير الدكتور هيثم ابو سعيد (الدولية للحقوق) في بيان صادر عن المكتب الاعلامي ان الكلام عن التدخّل في الشؤون العربية من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية كلام لا يخدم القضايا الاستراتيجية والمؤامرات التي تُحاك ضدّ المسلمين، والإصرار على زجّ هذا الامر في كل محفل ولقاء، ويدعو الى الكثير من التساؤلات وتنطوي على مخاطر خطيرة يُراد منها أخذ الشارع العربي باتجاه لا يتوافق ومعتقداته الاساسية. واضاف ان التجاذبات العربية في مقاربة ملفات الارهاب الدولي ليست على المستوى المطلوب ولا ترقى الى تطلعات المجتمعات العربية المتعددة، والمطلوب هو تغيير في النهج السياسي وإعادة مقاربة لكل الملفّات العالقة والتي شنّجت الوضع المجتمعي بأكمله. المعلومات والمداولات تبيّن ان الاستنسابية بقضية ملف التدخّل في الشؤون العربية مهزلة وشمّاعة من اجل تصفية حسابات مذهبية، بالاضافة الى تذويب المقاومة ضدّ الاحتلال بُغية تصفية القضية الفلسطينية المركزية. ويتعمّد بعض المسؤولون ان لا يذكروا تركيا في بياناتهم ولو بالموازاة مع ايران لإعطاء انطباع متساوٍ وحيادي في الحد الأدنى، والمعروف ان أنقرة تتدخل جهاراً وتدعو الى تغيير في الأنظمة العربية التي لا تتوافق مع مشروعها الإخواني، وترسل عناصر شيشانية وأوزبكية وباكستانية ومرتزقة من دول آسيا للقتال على ارض عربية ضدّ شعب عربي، حيث يتبيّن ان لتلك الجهات تقاطع في المصالح المزدوجة معها وذلك أمّا التطبيع او مشروع التطبيع مع الكيان "الإسرائيلي". وآخر هذه التدخلات المستنكرة بشدة تأتي بعد توقيف أربعة (٤) ضباط من الاستخبارات التركية في سيناء (وهم: إسماعيل علي بال، وضياء الدين محمد أدو، وباكوش الحسيني، وعبدالله التركي) تشرف على العمليات المسلحة لمجموعات مسلحة تُدعى "أنصار بيت المقدس" بهدف قلب النظام في مصر والانقضاض على السلم الأهلي وتسهيل عودة حكم "الاخوان" الذي يدين بولاء كامل لانقرة. ولفت السفير ابو سعيد ان مكتبه الاعلامي قد اصدر عدّة بيانات في السابق أشارت الى النقاط المذكورة ضمناً، سيما وكما بدا فإن النقاب بات مكشوفاً دون مبالاة للشارع العربي والشارع الاسلامي او اعتباره ضمن الحسابات الوطنية. والجدير ذكره عن بعض النوايا لبعض المسؤولين العرب باتوا يركزّون على سبل إيجاد المخرج المناسب لدعوة "إسرائيل" لتواجد في جلسات بعض الدول العربية كضيف تحت مُسمّى "الحاجة الامنية" بناءً على طلب من المسؤولين لبعض الدول التي طبّعت او التي بدآت بعملية فكرة التطبيع. والأخطر من ذلك سباق البعض باتجاه هذا الكيان من اجل تصدّر الدعوة ونسْبها له لكسب الودّ. واستطرد قائلا انه اذا سلمّنا جدلاً ان هناك تدخّل من قبل ايران في بعض الدول العربية فهي نتيجة انزلاق تلك الدول العربية باتجاه التطبيع مع الكيان الإسرائيلي دون ضمان اي حقّ للقضية المركزية التي تُعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، بالاضافة الى توجّه تلك الدول بزرع الفتنة المذهبية من اجل القضاء على شريحة من المسلمين وسلبهم حقوقهم المدنية وغيرها من الحقوق. والمدخل الوحيد لوقف هذا التدخّل هو الجلوس على طاولة حوار معها والبتّ في هواجس تلك الملفات بجدية وموضوعية، وهذا ما لم يحصل برغم بعض التجارب الحوارية الخجولة التي لم يُراد لها ان تسلك خواتيم مشرّفة للامتين.
علاء حامد - المكتب الإعلامي للشرق الأوسط