ظاهرة التحرش بين دافع الغريزة والكبت الجنسي(تحقيق)

جمعة, 08/19/2016 - 16:48

التحرش هي مجموعة من الحركات والانفعالات يقوم بها المتحرش تجاه شخص ما تكون بقصد لفت انتباهه او من اجل السخرية منه ويشمل اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو المجاملات غير البريئة.

 وليس بالضرورة ان يكون المتحرش مريضاً نفسيا او شاذاً بل قد يكون شخصا عاديا يحاول ايصال رسالة معينة لهذا الشخص،  وقد لا يقتصر المتحرش على الرجل فقط بل اصبح يضم كلا الجنسين،  فالمرأة قد تكون هي المتحرشة و التحرش على انواع بدني او اغتصاب او لفظي.

  وقد تغير نمط وشكل التحرش من زمان الى اخر بتطور التكنولوجيا فأصبح من السهل الوصول الى الاشخاص ومضايقتهم عن طريق النت وموقع التواصل الاجتماعي هذا ما تطرقت اليه رسل عدنان فتاة في مقتبل عمرها عانت من التحرش التكونلوجي.

فسالتها ما هذا الاسم الغريب ؟؟

قالت ان شخص يلاحقها منذ فترة عن طريق موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ومن ثم بدا بتهكير الصفحة الخاصة بي ، وحصل على معلومات تخصني وعلى رقمي هاتفي، وعانيت كثيرا بل انه اخذ بعص الصور التي تخصني وعمل لي صفحه مسيئة نشرت فيها صوري وكأنني فتاة ليل لقد دمر حياتي وقاطعني الاقارب والاصدقاء،  انا لا اعرفه وان من ساعده هي تكنلوجيا العصر .

قد تكون رسل عانت من هذا النوع من التحرش المتطور الذي قد لا تعرف من صاحبه ..

كان لي حديث مع الست ناهدة عمران التي تعمل مديرة احدى مدارس البنات، وقال ” اليوم اصبح التحرش ظاهرة منتشرة جدا في العراق ولم تعد فقط الفتاة الجميلة هي المستهدفة او السافرة بل اصبح جميع النساء بمختلف الاعمار المهم تكون امرأة وللأسف نجد بعض الشرطة المتواجدين هم من يقوموا بالتحرش اللفظي تجاه النساء”.

بغياب الوعي والثقافة والتربية السليمة لم يعد الشخص يأبه لاحد او يحترم الشخص المقابل .

وكان لنا حديث مع بعض الشباب ورايهم بالتحرش المنتشر، وقال احد الشباب ويدعى علي حمدان طالب جامعي :” ان ملابس الفتيات هي السبب فهي ضيقة جدا وقصيرة والمبالغة في وضع مساحيق التجميل ماذا يفعل الشاب عندما برى هكذا اشياء مع وجود ازمة في الزواج”.

*** لكن ليس هذا عذرا وكل شخص لدية الحرية الشخصية فيما يرتديه

دخل في حوارنا شاب اخر لم يشأ ان يذكر اسمه وقال كلام غريب : “اننا لن نتوقف عن التحرش بالفتيات الخارجات عن الدين طالما ارتدت الفتاة ملابس محتشمة فلن يتعرض لها احد وانا وشباب مثلي اتفقنا اي فتاة ترتدي ملابس غير متحشمة سنضايقها وهذا شعارنا”.

بعدها تجولت في احد المقاهي واغلب المتواجدات من النساء المتحررات وكنا يدخن الاركيلة سألت احداهن عن موضوع التحرش فأجبتني امراة في الثلاثين من عمرها اكثر شيء جذبني لها الوشم الذي تضعه وكان على شكل جمجمة وقالت لي انها لا تخرج كثيرا في الامكان المزدحمة ولا المناطق الشعبية وانها تتعرض بشكل يومي للتحرش اللفظي واللمس المتعمد وامام المارة

*** الم تستعيني بالشرطة للتخلص من المتحرشين ؟؟؟

*** نعم لكنني فوجئت انهم هم ايضا بدا يتغازلون بي وطلبوا رقم هاتفي

*** قد يكون ملابسك هي السبب؟؟

*** انا حرة وليس لاحد حق في التحكم بتصرفاتي ان المرأة بالعراق في تخلف دائم وهناك من يحاول ان يرجعنا الى زمن الحريم ولن نسمح للمجتمع الذكوري بالسيطرة على حريتنا

كما تطرقت الست جنان العكيلي مدربة دولية الى ان العديد من القضايا في التحرش الجنسي وممارسة الرذيلة داخل اﻻسرة العربية قد اثيرت في الآونة الاخيرة وتكون فيها الضحية اﻻبنة او اﻻبن القاصر او البالغين من قبل اﻻب او احد اﻻقارب وقد نشر واعلن عن العديد منها ولكن هناك حقيقة مستترة تغيب عن اعيننا وهي ان ما اعلن عنه ﻻ يمثل الحقيقة كاملة وهناك اضعاف هذه الحوادث لم يعلن عنها او يفصح عنها الضحية خشية من الفضيحة .

وقد قال رسول الله ص (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) لكن هذه المسؤولية لم تعيها بعض اﻻسر وفسروها تفسيرا خطاء فاعتبروا انفسهم احق من سواهم كأحدهم قال :ان ابنته اشبه بشجرة الفواكه وهو احق من غيره بها!

تنامي العشوائيات التي تفرز مجرمين الى المجتمع//

ونحن كمدربين تنمية بشرية نقوم بإعطاء دورات تثقيفية وتوعوية للمجتمع والدعم النفسي وتوضيح وتعريف المجتمع بهذه الملاحظات لغرض تصحيح بعض المفاهيم والسلوكيات السلبية التي تم اكتشافها عندهم وكيفية التعامل مع هكذا حوادث ومعالجتها او القضاء عليها ان شاء الله.

ويعزو انتشار ظاهرة التحرش وخاصة في العراق الى المخدرات والمواقع الاباحية التي اصبح حتى الطفل يستطيع الوصول اليها وبعض الافلام التي تحرض على العنف وانتشار البطالة بين الشباب وصعوبة الزواج لغلاء تكاليفه ادت جمعيها الى تنامي الكبت عند الاشخاص.

 وقد اوضحت لنا الدكتورة النفسية مها المعموري الى ان الكثير من الاشخاص يترددون الى المجي الى العيادة خوفا من يقال عنهم مجانين لذا يظل الاشخاص مكبوتين لا احد يستمع لهم او يوجههم وان اكثر النساء التي تتعرض للتحرش هي الارامل والمطلقات بسب اعتقاد البعض انهن اصبحن فريسة سهلة نحن بحاجة الى توعية وتثقيف بأن الطب نفسي ليس للمجانين بل هو دواء لكل شخص يمر بأزمة تؤثر على حياته .

وهنا سؤال يطرح نفسه هل التحرش سينحسر في العراق ام انه في تزايد مع المشاكل التي يعانيها ؟؟

علينا وضع الحلول الى كل الامور التي تؤدي الى العنف والى الكبت والى الاغتصاب بنشر التوعية الثقافية والنفسية بين الناس والقضاء على البطالة ومساعدة الشباب وتقديم يد العون لهم عن طريق منحهم سلف للزواج واعطائهم قروض من اجل البدء بمشاريع صغيرة ويجب عدم منع الاختلاط بالجامعات والمدارس الابتدائية

ويجب عمل تواصل بين المدرسة وعائلة التلميذ من اجل أن تراقب سلوكيات الأبناء بصفة متميزة وملاحظة ما يطرأ عليها من تغيرات والتعاون في علاج مشكلات الطالب، وبخاصة التي تؤثر في مكونات شخصيته فلو اصلحت العائلة ووفرت لها جميع المتطلبات التي تحتاجها سوف تصلح المجتمع.

جرى التحقيق:انتخاب القيسي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف