قام الملهى الليلي الشهير بمراكش باسم مونتي كريستو بطرد عامل اشتغل لما يزيد عن اربعة عشر سنة، هذا الملهى المعروف بتقديمه للرقص الشرقي و تقديم الخمور لجميع زبنائه، إذ لا يهم الجنس أو الدين او اللون، بقدر ما يهم المبلغ الدي يحمله الزبون في جيبه، كغيره من ملاهي و حانات المغرب من شماله إلى جنوبه٠ و يكفي أن نأخذ علما برقم مبيعات الخمور و مداخيلها لنستنتج، أن السياح الأجانب لا يستهلكون إلاّ نسبة قد لا تتعدى العشرة بالمئة من رقم مبيعات الخمور، ما يطرح اشكالا قانونيا على طريقة “اطلع للكرمة انزل اشكون قالها ليك ” فالمغربي يستهلك ما شاء داخل الحانات او يشتريه من المتاجر، ليفاجئ بسيارة الشرطة التي توقفه، و يضطر للتفاهم او قضاء ليلتين في الحراسة النظرية و دفع الغرامة، والغريب ان الموسيقي الموقوف عن عمله و الذي هضمت جميع حقوقه، لم يصرح للصحافيين المزودين بكاميرات خفية، و لم يفصحوا له عن هويتهم، سوى تصريحات تدافع عن المغرب، و تؤكد ان الدعارة منتشرة بالعالم ككل، و ان لا جديد بالمغرب و ان الامر يحدث بجميع بلدان العالم بما فيها بلدهم فرنسا حاملة مشعل الحقوق و الحريات٠
ليتفاجئ المواطن البسيط الذي يشتغل فنانا مرهف الحس، يقدم ابداعاته في الملهى لزبناء لا تهمه اهدافهم، و نياتهم بقدر ما يهمه تذوقهم لفنه و لابداعه، و قد امضى ما يزيد عن العقد من الزمن ،في خدمة هذا الملهى متحملا مشاق العمل ليلا، و ما يسببه من ارهاق و تعاقب الادارات، و الشركات المسيرة، بما لها و ما عليها و لم يسبق أن حشر انفه فيما يقع داخل الملهى او يكشف سرا من اسراره، الى اليوم المشؤوم الذي استدرج فيه من طرف صحافيي القناة الفرنسية المخضرميين الذين نجحوا في تصوير اشدّ بقاع العالم توثرا، فما بالك بملهى ليلي محمي ترابط الشرطة امام ابوابه وقت مغادرة الزبناء٠
ليتفاجئ بطرده و تعرضه لتحقيق و استنطاق بمقهى شهير بمراكش من طرف محامي عضو بمجلس المدينة و مفوضة قضائية دون مراعاة لابسط شروط التحقيق الذي حمل صبغة ضباط شرطة سنوات الرصاص من تهديد و تخويف٠
و في اتصال لنا بالصحافي كريستوف ديبوا، الذي انجز التحقيق المذكور اكد لنا انه و احتراما لسرية تحقيقه، لم يفصح بهويته للموسيقي، و خاطبه كأي زبون يهوى الموسيقى، وأن القناة الفرنسية تتحمل كافة مسؤوليتها، في أي تهديد للسلامة الجسدية أو الترهيب، لهذا الموسيقي و أنه سيطرح الأمر على رؤسائه و على زملائه في القنواة العالمية، و انه لم يسبق له ان تخلى عن شاهد طيلة مساره المهني٠
كما اكد لنا ان مجمع ما ثم تسجيله طيلة عشرة ايام، يتجاوز الالف جيكا من التسجيل و انهم لم ينشروا الا الشيء اليسير، نظرا للعلاقة الانسانية التي شكلوها مع المتعاونيين، الذين لم يعلموا بهويتهما الصحافية، و نظرا للخطورة التي أحس، بها طاقم القناة الاولى الفرنسية خصوصا انهم توصلوا الى ان شبكات الدعارة الراقية لها ارتباط وثيق و حماية من بعض رجال الشرطة و القضاء٠
محمد الهروالي