بألم و حسرة و بلوعة و مرارة قلب مفجوع كل يوم على ما يعصف ببلدي الجريح لما يقدمه اهله من عشرات الضحايا كل يوم بين قتيل و جريح كلها بسبب المهاترات السياسية و الصراعات الطائفية و المزايدات السياسية المشفوعة بصمت المرجعية في النجف التي كانت و لا تزال السبب الاول في دمار و خراب البلاد و هلاك العباد،
الملاحظ أن اغلب الدول دخلت سباق التسلح العسكري من حيث الصناعة العسكرية و الادارة الناجعة لتلك الصناعة حتى عملت ليل نهار من اجل دفع عجلة التقدم و التطور التكنولوجي الصناعي للمنظومات العسكرية من اسلحة و أعتدة إلى الأمام بالإضافة إلى رفدها بالكفاءات العلمية و الخبرات المتفوقة بهذا المجال مع مستوى عال من السرية في الصناعة العسكرية في خطوة تسعى من خلالها إلى إحداث قفزة نوعية في مجالها العسكري و بالتالي سيكون عندها كمورد مالي مهم و اساسي في بناء الاقتصاد العام للدولة ولعل ما تشهده امريكا و روسيا خير شاهد على مدى التفوق الصناعي العسكري فكان مصدراً مهماً لجني ملايين الدولارات كعائدات من ريع الاسلحة و الاعتدة و التكنولوجيا العسكرية للعديد من الدول في الاونة الاخيرة لكننا في العراق نجد الامور تنقلب رأساً على عقب فحكومات العراق الفاسدة لا تولي المؤسسة العسكرية أي اهتمام بالغ الاثر وما شهدته منطقة العبيدي ببغداد من تفجير لمخزن أعتدة و أسلحة تابعة للحشد الطائفي في 2/9/2016 وما خلفه من سقوط قتلى و جرحى و دمار الاحياء المجاور للمخزن و هلع و رعب دب في نفوس اهالي المنطقة وهذا من أوضح مصاديق فساد تلك الحكومات فهل من الحكمة ترك مخزن اسلحة وسط احياء تكتظ بالسكان دون أن توفر لها أبسط مقومات الحماية و التخزين الصحيح ؟؟؟
فالدول المتقدمة عسكرياً تعد العدة المناسبة لتخزين الاسلحة ذات الدمار الكبير وسط مخازن و منشآت بعيدة عن الاستخدام البشري الغير صحيح بينما حكومة العراق الفاسدة تترك مخزن الاسلحة في متناول يد عامة الناس دون أن توفر مستلزمات الوقاية و الحماية قبل أن تقع الفاس بالراس فيا ترى مَنْ يتحمل عواقب هذا الانفجار هل هو السيستاني الغارق في الفلنتين و الارتماء بين احضان المحتلين من امريكا و ايران أم مليشيات حشده الطائفي التي هجرت و قتلت العباد و دمرت و خربت البلاد أم حكوماته السياسية الفاسدة ذات المصالح النفعية و الصراعات الطائفية المقيتة فالكل يرمي الكرة في ملعب الآخر في محاولة منهم لامتصاص غضب و نقمة الشارع العراقي الذي لم يستفيق لغاية الآن من صدمة تفجيرات الكرادة الدامية التي ذهب على إثرها مئات القتلى و الجرحى بين مفقود و منصهر بسبب درجات الحرارة المرتفعة جراء النيران الملتهبة في المبنى وهذا ما أثار حفيظة الشارع العراقي حيث تعالت الاصوات مطالبة بالقصاص من السياسيين الفاسدين و تقديم الطبقة السياسية برمتها للقضاء النزيه بعد تطهيره من الفساد الذي يعصف به و كذلك منددين بصمت السيستاني محملين إياه مسؤولية ما يجري في بلادهم لكن الاخير لا زال قابع في جحور النجف لا يحرك ساكناً متجاهلاً بصمته المخزي و المريب هذا قول رسولنا الكريم ( كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته )) حتى كان من اوضح مصاديق مراد الشاعر القائل :
لقد أسمعت لو ناديت حياً و لكن لا حياة لمَنْ تنادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت و لكن أنت تنفخ في الرمادِ