إرتفاع ضغط الدم واحد من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم، ويُدعى بـالقاتل الصامت، لأنه لا يوحي بأيّ عوارض مَرئية تنبّه المريض لوجوده.
ويقول رئيس قسم القلب في المركز الطبّي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق، الدكتور جورج غانم، عن تفاصيل هذا المرض، معدّداً أسباب ارتفاع ضغط الدم:
• التاريخ الصحّي والعوامل الوراثية.
• الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، كالسكّري، التي تسبّب تقلّص الشرايين وتصلّبها، وأمراض الغدد الصمّاء وأمراض الكلى.
• العادات الصحيّة السيئة، وتشمل التدخين، الافراط في تناول الدهون والسكّريات، الملح، البدانة، عدم ممارسة الرياضة، والتوتّر.
وعادة، يزيد خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم بعد سنّ الـ40، أمّا سبب الاصابة بهذا المرض في عمر أصغر فيعود للعوامل الوراثية.
غياب العوارض
تتميّز مشكلة ارتفاع ضغط الدمّ بغياب العوارض المرتبطة بها لدى غالبية الناس الذين يعانونها، ما جعلها تستحقّ لقب «القاتل الصامت».
ويشرح د. غانم: «قد تظهر عند قسم من المرضى في مراحل المرض الأولى بعض العوارض، كأوجاع الرأس، وتشنّجات الرقبة والظهر، لكنه في الكثير من الحالات يتمّ اكتشاف المرض بالصدفة خلال القيام بفحوصات أخرى».
التخلي عن الدواء
ويتساءل بعض ممّن يعانون الضغط المرتفع، عن إمكانية ضبط مشكلة الضغط عن طريق تحسين أسلوب حياتهم، فيشرح أنه «إذا سجّل ضغط الفرد بين 14 و15، عندها يمكن أن نفكّر بمعالجته دون أدوية من خلال ضبط أسلوب الحياة والابتعاد عن العوامل المحفّزة، والطلب منهم استهلاك نسبة لا تتعدّى الـ5 غرامات من الملح في مأكولاتهم. لكن من يعاني ضغطاً أعلى من هذه النسبة، لا يمكنه الاكتفاء بتحسين أسلوب حياته، بل يجب أن يتناول أدوية الضغط، إضافة الى الابتعاد عن المحفّزات».
أمّا البعض الآخر فيفكّر بالاستغناء عن الدواء عند تحسّن مشكلة الضغط لديه، فينّبه غانم من أنّ «الضغط ليس مرضاً عادياً كالرشح ، بل هو مرض مزمن لا يشفى المريض منه، ويشكّل أخطاراً جديّة، لذلك لا يمكن التوقّف عن تناول الدواء المخصّص للسيطرة عليه. لكنه لا يخفى أنه يمكن تخفيف تناول الدواء اذا تمّ ضبط الحوافز، وطبعاً تحت إشراف الطبيب».
إنّ التغيير في نمط الحياة قد يساعد بشكل كبير على موازنة ضغط الدم، غير أنّ ذلك وحده لا يكون كافياً في بعض الأحيان. فبالاضافة إلى ممارسة النشاط الرياضي وتغيير العادات الغذائية، يجب على المُصاب بضغط الدم المرتفع تناول الدواء بانتظام، لأنّه يمكن أن يفقد السيطرة على الضغط نهائياً اذا لم يسيطر عليه بالدواء منذ بدايته، ما يشكّل خطراً على حياة المريض، بحسب د. غانم.
عوارض الدواء الجانبية
ضغط الدم المرتفع مرض مزمن، وبالتالي دوائه مزمن، الأمر الذي يدفع المرضى إلى الخوف من العوارض الجانبية التي يمكن أن تنتج عنه.
ويوضِح غانم أنّ «ضغط الدم الزائد على جدران الشرايين قد يسبّب ضرراً في الأوعية الدموية وأعضاء أخرى في الجسم. فكلّما بقي ضغط الدم مرتفعاً، يكون الضرر أكبر. لذلك، من الأفضل أن نأخذ الدواء ونسيطر على عوارضه الجانبية بدلاً من الامتناع عنه وزيادة الخطر».
ويضيف: «يختلف دواء الضغط المرتفع بين الذكور والاناث، وفئة الشباب والمسنّين، ولكن كأيّ دواء آخر يوجد لديه عوارض جانبية، لكنها ليست بخطيرة ويمكن السيطرة عليها.
ويعدد بعضاً من العوارض الجانبية:
- ورم في الرجلين
- التأثير في فحوصات الدم
- إرتفاع الزلال
- وجع رأس
- دخول المرحاض باستمرار
- التأثير بشكل سلبي على النشاط الجنسي
ويؤكّد د. غانم أنه «في ظلّ هذه العوارض المتعدّدة، لا بدّ من وصف الدواء المناسب لكلّ شخص».
وتؤثر مشكلة ضغط الدم المرتفع في مختلف أعضاء الجسم، ويفصّل هذا الوضع قائلاً: «يفتك الضغط بالشرايين وينشّفها، فيسبّب الجَرحات على مستوى القلب، ويؤثّر أيضاً في شرايين الرأس مسبّباً الجلطات في الدماغ، وكذلك في مستوى الكلى فيخلق قصوراً فيها ما يَستوجب المعالجة بغسلها، كما يسبّب تصلّب الشرايين على مستوى الأعضاء التناسلية، فيؤثر في النشاط الفرد الجنسي».
ويسجّل الضغط المثالي للفرد نسبة 12/8 ملم زئبق. ويُعد مقبولاً إذا سجلّ نسبة تحت الـ 14/8,5، لكن عند ارتفاعه عن هذه النسبة يصبح أخطر وتتكاثر المشاكل الناتجة عنه.
مضيفاً: «القهوة لا تؤثّر على الضغط إلّا في حال الإفراط في تناولها. فـ4 فناجين يومياً لا تسبّب مشاكل، لكن التدخين ينشّف الشرايين ويصغّرها، فيسبّب بارتفاعه. هذا بالإضافة للمكمّلات الغذائية التي يستهلكها الرياضيون، فهي لا تؤثّر على ارتفاع الضغط عكس البروتينيات التي تحتوي على الكثير من الأملاح».
وعن الوقت المناسب لقياس الضغط، يقول: «إذا قمنا بقياس ضغطنا صباحاً فيمكن أن نجده مرتفعاً بسبب إفرازات الجسم عند الاستيقاظ، ويمكن أن يرتفع أيضاً في النهار بسبب الأكل أو التعب». وتجدر الإشارة إلى أهمية مراقبة الضغط طوال الـ24 ساعة».
ضغط الدم المنخفض
من جهة أخرى، يعاني بعض الناس انخفاض الضغط وذلك بسبب الجفاف ونقص الغذاء، الإرهاق الشديد، إضطرابات الجهاز العصبي المركزي، وانخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام، فتظهر بعض العوارض عندهم كالشعور بالدوار أو الإغماء مثلاً. ويؤكّد د. غانم أنّ انخفاض الضغط يُعالَج بحسب السبب الذي أدّى الى هذه المشكلة، مؤكداً أنه «لا أدوية توصف لمعالجة انخفاض ضغط الدم».
وكالات