حذّر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الجزائرية الدكتور عبد العالي رزاقي، من خطورة التصعيد الأمني المتصاعد بين المغرب و"جبهة البوليساريو" بالقرب من الحدود المغربية ـ المريتانية، وأشار إلى أن الجزائر لن تكون بعيدة عن أي تصعيد عسكري.
وقال رزاقي في حديث مع "قدس برس": "الوضع الأمني بين المغرب والبوليساريو حساس للغاية، وأي رصاصة تطلق بين الطرفين لن تقف الجزائر بعيدة عنها، ذلك أن الجزائر تحتضن البوليساريو، واللاجئين الصحراويين"، على حد تعبيره.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة مشاورات طارئة لمناقشة سبل احتواء التوتر الحالي بين المملكة المغربية وجبهة "البوليساريو" حول إقليم "الصحراء".
ونقلت "وكالة أنباء الأناضول"، التي نقلت الخبر اليوم، عن دبلوماسيين غربيين، تأكيدهم "أن الجلسة ستناقش تصاعد التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو على خلفية الوضع الحالي في منطقة (غيرغيرات) داخل المنطقة العازلة بإقليم الصحراء بعد قيام المغرب بأعمال شق طرق في منطقة جنوبي الساتر الترابي؛ الأمر الذي تعارضه البوليساريو".
وكانت الأمم المتحدة حذرت أمس الأول (الأربعاء) من "استئناف الأعمال العدائية"، بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، وقال "استيفان دوغريك"، المتحدث باسم الأمين العام للصحفيين بنيويورك إن "بان كي مون قلق للغاية لأن أي استئناف للأعمال العدائية بين الطرفين قد يسفر عن تداعيات إقليمية واسعة".
وأوضح أن "عناصر الأمن من الطرفين تمسكت بمواقعها على بعد 120 متراً فقط بين كل طرف، وقد نشرت بعثة الأمم المتحدة مراقبين عسكريين - غير مسلحين - بين الطرفين، في محاولة للحفاظ على الهدوء".
وقبل أسبوعين، حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، الرباط وجبهة "البوليساريو" على "وقف أي عمل يمكن أن يغيّر الوضع القائم في الصحراء أو يؤدي إلى التصعيد بينهما"، وفق بيان صادر عنه.
وأعلنت السلطات المغربية، 16 آب (أغسطس) الماضي، عن استمرار قيامها بعمليات أمنية تطهيرية في "الكركارات"، التي تقع داخل منطقة "غيرغيرات"، والقريبة من الحدود الموريتانية، من عصابات تهريب المخدرات، ومن التجار غير الشرعيين، حيث تم إخلاء 3 نقاط تجمع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، والتي ضمت أكثر من 600 سيارة.
يذكر أن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء تأسست بقرار مجلس الأمن نيسان (أبريل) 1991، وفقاً لمقترحات التسوية، التي قُبلت في 30 آب (أغسطس) 1988 من جانب المغرب وجبهة "البوليساريو" بعد قتال دام لأكثر من 16 سنة.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" من جهة، وبين هذه الأخيرة وموريتانيا من جهة ثانية إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1979 مع موريتانيا، التي انسحبت من إقليم وادي الذهب، قبل أن تدخل إليه القوات المغربية، بينما توقف مع المغرب عام 1991، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعلنت "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، عام 1976من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل حكماً ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب لها إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.