قدمت عضو مجلس العاصمة الأمريكية، الجمعة، مقترحا لتغيير اسم الشارع الذي يضم السفارة السعودية لدى واشنطن إلى "شارع جمال خاشقجي".
وأشارت بروكي بينتو، أصغر أعضاء المجلس، في كلمة أمام المجلس، إلى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
ولفتت إلى أن تغيير اسم شارع السفارة السعودية بواشنطن، سيجعل كل من يمر من الشارع يستذكر شجاعة خاشقجي، حيث كان مدافعا شرسا بقلمه عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون.
وأضافت أن الصحفيين في الولايات المتحدة والكثير من بلدان العالم يواجهون الكثير من المخاطر، قائلة: "لا يمكننا السماح لمن يحاولون ترهيب الصحفيين أن ينجحوا في مساعيهم".
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست"، افتتاحية رحبت فيها بخطط إطلاق اسم الصحفي جمال خاشقجي على الشارع الذي توجد فيه السفارة السعودية في واشنطن، وقالت إن ذلك أمر رمزي ومناسب.
وقالت؛ "إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عندما أطلق بلطجيته لقتل خاشقجي، الصحفي المساهم في واشنطن بوست، لم يكن يريد محو الشخص، بل كل ما كان يمثله ويدافع عنه أيضا"، وفق تعبيرها.
وأضافت: "عليه، فمن الصعب التفكير بتقدير مناسب لحياة هذا الرجل الشجاع، ولتوبيخ الحكومة الشمولية التي ذبحته، من وضع لافتة تحمل اسمه أمام السفارة السعودية بالعاصمة واشنطن، وكتذكير دائم لدفاعه عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون".
وأشارت الصحيفة إلى عضو مجلس العاصمة واشنطن بروكر بنتو عن المنطقة الثانية في واشنطن، التي أعلنت عن خطط لتقديم مشروع قرار لتسمية الشارع على الطريق أمام السفارة السعودية.
ويقع الشارع بين جادة نيو هامبشير وشارع نورث ويست، وسيطلق عليه اسم "طريق جمال خاشقجي".
وكان خاشقجي، 59 عاما، صحفيا عاش في ولاية فيرجينيا، في منفى اختياري، بعد خروجه من السعودية، وبدأ يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست".
وقتل في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما جر إلى القنصلية السعودية في إسطنبول؛ بذريعة تقديم أوراق تتعلق بزواجه الذي كان يخطط له. وبعد خنقه قطعت جثته، ولم يعثر عليها أبدا، حيث لم يكن لدى السعوديين اللياقة لإعادة بقاياه، وفق تعبير الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنه "عوضا عن ذلك، تهرب النظام السعودي بمساعدة من الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو من الجريمة المخطط لها، وأفلتوا من المحاسبة".
واعتبرت أنه مع تنصيب الرئيس المنتخب جوزيف بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير، "ستكون أمريكا قادرة على تكريم حياة خاشقجي بطريقة جوهرية".
وتحدث بايدن وعدد من المسؤولين في الإدارة المقبلة عن "التهور وعدم أخلاقية ولي العهد السعودي"، وفق قولها.
وأكدت أنه "يمكنهم القيام بإعادة تكييف السياسة الأمريكية، من خلال الحديث وبوضوح أنه لن تقام علاقة صحية وطبيعية مع السعودية حتى تتم محاسبة المسؤولين عن قتلة خاشقجي، وإطلاق سراح الناشطات السعوديات، وغيرهن من المعتقلين، لا سميا الذين عذبوا بسبب نشاطهم السلمي وتعبيرهم".
وقالت؛ إنه يجب "التوقف عن احتجاز عائلات المعارضين كرهائن، والتوقف عن جرائم السعودية في الجارة اليمن".
وأكدت أن سياسة كهذه ستكون متناسقة مع القيم العالمية الأمريكية التي تقوم على احترام الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، وستسرع الوقت الذي يمكن للسعوديين الحصول على حكومة يفتخرون بها.
وتابعت بأنه عندما يأتي هذا اليوم، فسيقول الدبلوماسيون السعوديون بفخر؛ إنهم ذاهبون للعمل في "طريق جمال خاشقجي".