توصلت دراسة حديثة إلى أن شرب القهوة يقدّم فائدة خاصة لصحة الرجل، فما هي؟ وما أبرز المواد التي تحتويها وتلعب دورا في تأثيراتها على الصحة؟
أجرى الدراسة باحثون من مستشفى شنجينج التابع لجامعة الصين الطبية بمقاطعة لياونينغ الصينية. وراجعوا 16 دراسة، شملت أكثر من مليون شخص (مليونا و81 ألفا و586) و57 ألفا و732 حالة من سرطان البروستات، ونشرت في مجلة بي إم جي أوبن (bmj open).
ووجد الباحثون أن ارتفاع استهلاك القهوة قد ارتبط بشكل كبير بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات. وقالوا في استنتاجاتهم إن دراستهم تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من القهوة قد يترافق مع انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات.
وفي تحليل الجرعة المتناولة من القهوة والاستجابة، لوحظ انخفاض في خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 1% تقريبا لكل زيادة بمقدار كوب واحد من استهلاك القهوة يوميا.
ويعد سرطان البروستات ثاني أكثر أنواع السرطان تشخيصا والسبب الرئيسي السادس للوفاة من السرطان لدى الرجال. وكان هناك مليون و276 ألف حالة سرطان جديدة، و359 ألف وفاة بالسرطان في عام 2018. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع حالات سرطان البروستات تحدث في البلدان المتقدمة.
وقال الباحثون إن القهوة هي واحدة من أكثر المشروبات شعبية. ونظرا لاستمرار شعبيتها في الازدياد في جميع أنحاء العالم، فإن تأثيرها الصغير على صحة الفرد قد يكون له تأثير كبير على الصحة العامة.
ما أبرز مكونات القهوة المعنية بمكافحة سرطان البروستات؟
من المعروف أن القهوة مصدر رئيسي للكافيين الغذائي والكافستول (cafestol) ومضادات الأكسدة في الدول الصناعية. ويمكن أن تؤثر مكوناتها المختلفة مثل الكافيين وحمض الكافيين (caffeic acid) وحمض الكلوروجينيك (chlorogenic acid) على تطوّر السرطان من خلال مسارات متعددة للسرطان.
ولوحظت علاقة عكسية بين استهلاك القهوة وخطر الإصابة بالسرطان في مواقع مثل الكبد والقولون والمستقيم والثدي، أي كلما زاد استهلاك القهوة، قلّ خطر السرطان.
وأوصى الباحثون بإجراء مزيد من البحث لاستكشاف الآليات الأساسية والمركبات النشطة في القهوة، للتأكد من العلاقة بين القهوة وخفض خطر سرطان البروستات، وعندها قد يتم تشجيع الرجال على زيادة استهلاكهم للقهوة لتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات.
ما سرطان البروستات؟
هو ورم خبيث يبدأ في غدة البروستات، وترتفع مخاطره بعد سن الـ65، ويمكن خفض مخاطر الإصابة به بتناول غذاء صحي تنخفض فيه مستويات الدهون، واتباع نمط حياة صحي.
والبروستات هي غدة بحجم حبة الجوز تشكّل جزءا من جهاز الرجل التناسلي، وتقع تحت المثانة البولية وتلتف حول الإحليل، وهو الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة إلى الخارج. وتفرز البروستات سوائل تدخل في تكوين المني.
وسرطان البروستات هو السبب الأول للوفاة بين أنواع السرطان لدى الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 75 عاما، ومن النادر أن يصيب الرجال تحت عمر الأربعين.
ويحدث سرطان البروستات عندما تحصل طفرة في المادة الوراثية "دي إن إيه" (DNA) في الخلايا، فتصبح غير طبيعية بحيث تنمو باستمرار ولا تموت، ومع أن السبب الدقيق لهذا التحول غير معروف، فإن هنالك عوامل ترفع احتمال الإصابة به.
عوامل الخطورة
-التقدم في العمر، فمعظم حالات سرطان البروستات تظهر لدى من تتجاوز أعمارهم 65 عاما.
-وجود سيرة عائلية مرضية للإصابة بسرطان البروستات.
-وجود سيرة عائلية مرضية للإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.
-إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة لطفرات في جينات "BRCA1" أو "BRCA2".
-البدانة.
-تناول غذاء غني بالدهون وخاصة الدهون الحيوانية.
الأعراض
تظهر الأعراض عادة مع المراحل المتقدمة من المرض، ولذلك فإن الأطباء يسعون للكشف عنه في بداياته وقبل ظهور أعراضه، وذلك لتعزيز فرص الشفاء:
-تأخر البول أو صعوبة في بدء البول أو استمراره.
-تسرب البول.
-تدفق بطيء للبول.
-عدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل.
-دم أو مني في البول.
-ألم في الظهر والحوض، وهذا يحدث عند انتشار السرطان ووصوله إلى هذه المناطق.
الكشف عن سرطان البروستات
يعد الكشف المبكر عن المرض من أهم طرق العلاج، وذلك يكون عبر العديد من الفحوصات، منها:
1- فحص مضاد البروستات المحدد
إذ يتم أخذ عينة من دم الشخص وقياس مادة تسمى مضاد البروستات المحدد (Prostate specific antigen /PSA)، وهذه المادة تفرز طبيعيا من البروستات وتوجد بتركيز منخفض في الدم، لكنها ترتفع في حالات معينة مثل:
-سرطان البروستات.
-التهاب البروستات.
-تضخم البروستات.
ويعتبر تركيز مضاد البروستات المحدد طبيعيا إذا كان يعادل أو أقل من 4 نانوغرامات لكل ملليتر، أما إذا تجاوز ذلك فإن الطبيب يأخذ خزعة من أنسجة البروستات ويفحصها للتأكد من وجود أو عدم وجود نمو سرطاني.
وحاليا توصي العديد من الهيئات الطبية باستخدام فحص مضاد البروستات المحدد كاختبار وقائي للكشف عن سرطان البروستات، وذلك للرجال الذين بلغوا من العمر 50 عاما.
أما إذا كان الشخص من المجموعة التي يرتفع لديها احتمال الإصابة بسرطان البروستات مثل الذي لديه سيرة عائلية للإصابة بالمرض، فيوصى بعمل فحص مضاد البروستات المحدد على عمر 40 أو 45 عاما. استشر طبيبك بشأن الاختبار ومدى حاجتك إليه وتوقيت إجرائه، وما إذا كنت بحاجة لاختبارات أخرى.
2- فحص البروستات عبر المستقيم
يفحص الطبيب غدة البروستات عن طريق استشعارها من خلال الجزء السفلي للمستقيم، وذلك لفحص أي تغيرات في حجمها أو أمور غير طبيعية.
3- الخزعة
يقوم الطبيب بأخذ عينة من نسيج البروستات ويفحصها تحت المجهر للكشف عن وجود خلايا سرطانية.
ومع ذلك يجدر التنبيه إلى أن تسجيل نتيجة مرتفعة في اختبار فحص مضاد البروستات المحدد لا يكفي للجزم بأن الشخص مصاب بسرطان البروستات، إذ قد يكون الارتفاع ناجما عن أسباب أخرى مثل الالتهاب أو التضخم.
كما أنه في بعض الحالات قد تحدث الإصابة بسرطان البروستات ومع ذلك تكون نتائج فحص مضاد البروستات المحدد طبيعية، ولذلك فإن هذا الاختبار يجب أن يتم مع اختبارات أخرى كالفحص عبر المستقيم والخزعة.
الوقاية
-تناول غذاء صحي غني بالخضار والفواكه.
-ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع والتحلي بالنشاط.
-تناول حمية منخفضة الدهون.
-تناول حمية ترتفع فيها أحماض "أوميغا 3" مثل الأسماك.
-التركيز على المصادر الطبيعية للفيتامينات وعدم تناول المكملات الغذائية أو مكملات الفيتامينات إلا بعد استشارة الطبيب.
-المحافظة على وزن صحي.
عمل الفحوصات الوقائية للكشف عن سرطان البروستات وفق توصية الطبيب.