لم يحسم مجلس الأمن في النزاع القائم بين المملكة المغربية وحركة البوليزاريو حول الطريق بين الصحراء الغربية وموريتانيا، وتنأى موريتانيا بنفسها عن النزاع وتراقب الجزائر مع دعم غير حماسي للبوليزاريو، وقد تقدم الأخيرة على مفاجأة بإقامة مركز جمركي في عين المكان.
وساد الاعتقاد بتنظيم منظمة الأمم المتحدة لمفاوضات بين المغرب والبوليزاريو بعد قرار مجلس الأمن في أبريل/نيسان الماضي. وبدل المفاوضات، حصلت بين طرفي النزاع أزمة بسبب منطقة تسمى الكركرات تقع بين الإدارة المغربية في الصحراء الغربية والحدود البرية الموريتانية.
واشتهرت هذه المنطقة بلقب ونعت “قندهار” على منوال قندهار في باكستان، وتعمها أنشطة قانونية وأخرى غير قانونية مثل السلاح والمخدرات والسيارات ومنها المسروقة من أوروبا وبعضها من فرنسا.
وتدخل المغرب منتصف الشهر الماضي لتشييد الطريق في الكركرات، وهي شريان هام للتنقل بين المغرب وموريتانيا عبر الصحراء الغربية، واحتجت البوليزاريو وأمام عدم تحرك الأمم المتحدة، أرسلت هذه الحركة المسلحة قوات عسكرية لمنع المغرب من إتمام الطريق.
ويبدي المغرب ليونة تجنبا لانتقال النزاع الى السلاح، وتصر جبهة البوليزاريو على استعراض قوتها، قد نشرت دوريات عسكرية لمنع إكمال المغرب أشغال بناء الطريق، ورفضت مقترحا تتولى بموجبه الأمم المتحدة بناء هذا الطريق. وكان مجلس الأمن قد رفض المقترح بدوره في اجتماع له يوم الجمعة الماضية.
وبعدما عجز مجلس الأمن على حل النزاع، اكتفى بدعوة الأطراف المعنية بالتحلي بالحذر وتفادي الاستفزازات.
وأكدت الأمم المتحدة أن 120 مترا هي التي تفصل القوات المغربية عن قوات حركة البوليزاريو، وتوجد بنهما قوات حفظ السلام المينورسو لتفادي وقوع مناوشة ما. ويوجد الوضع تحت السيطرة بحكم أن المغرب لم يستأنف الأشغال في الكلومتر والنصف المتبقية حتى الحدود الموريتانية.
وتراقب موريتانيا في صمت ما يجري، فهي لم تعلق على الأزمة ولم تؤكد ولم تنفي تصريحات الحكومة المغربية التي قالت أن بناء الطريق يتم بالتشاور مع سلطات نواكشوط.
ولا تبدي الجزائر حماسا كبيرا في هذا الملف، فهي تلتزم تقريبا موقف المتفرج مع تأييد بارد لترحكات البوليزاريو، وكأنها رسالة الى عدم رغبتها في نشوب نزاع مسلح في الكركرات.
وتبقى البوليزاريو الوحيدة التي تصدر بيانات تندد بالمغرب وتتوعد. وقد خلقت المفاجأة بعدما نشرت وحدات عسكرية وأوقفت أشغال بناء الطريق. ولا يستبعد المراقبون إقدام البوليزاريو على مفاجأة أخرى مثل إنشاء مركز للجمارك وسط الكركرات. وفي حالة تنفيذ هذا الأمر، سيكون المسافرون ومنهم المغاربة مجبرين على ختم جوازاتهم في نقطة للبوليزاريو قبل وصولهم الى المركز الجمركي الموريتاني. وإذا أقدمت البوليزاريو على هذه المناورة، سيكون من الصعب على المغرب السكوت.
المصدر:رأي اليوم