يلف الغموض الكيفية التي سينتهي بها النزاع القائم في منطقة الكركرات بين المغرب وجبهة البوليساريو، ويبقى المثير هو الصمت الذي تلتزم به موريتانيا وترفض تأكيد تصريحات الحكومة المغربية بأن الطريق يجري تعبيدها باتفاق بين الطرفين.
ويستمر الوضع متوترا في منطقة الكركرات الفاصلة بين آخر مركز حدودي جنوب المغرب مع أول مركز حدودي شمال موريتانيا. ونشب النزاع بعدما قرر المغرب منتصف الشهر الماضي تعبيد الطريق بين نقطتي المراقبة الجمركية للبلدين، الأمر الذي دفع البوليساريو الى نشر قوات عسكرية لمنع إكمال الطريق. وعمليا، توجد فقط مسافة 120 مترا بين المغرب والبوليساريو تفصل بينهما قوات المينورسو، وفق الأمم المتحدة.
وبينما يتساءل المراقبون حول الطريقة التي سينتهي بها النزاع، إما دبلوماسية أو سيكون مقدمة لمناوشات حربية، وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها في هذا الشأن، هناك تساؤلات حول الموقف الموريتاني من هذا النزاع لأنه يتعلق بنقطة حدودية تهم سيادة هذا البلد. في هذا الصدد، يقول المغرب بأنه يبني الطريق بعد اتفاق مع موريتانيا، لكن الأخيرة بشكل غير رسمي تلمح الى توصلها بإخبار من الرباط وكأنها تستبعد حدوث أي اتفاق.
وكان المغرب قد أكد مرتين حدوث تنسيق مع موريتانيا حول طريق الكركرات، في البدء في تصريحات لوزير الاتصال مصطفى الخلفي ثم لاحقا في تصريحات لسفير المغرب في موريتانيا.
في الوقت ذاته، من المستبعد جدا أن تكون القوات العسكرية لجبهة البوليساريو قد انتشرت في منطقة الكركرات خاصة الشطر المتاخم للحدود الموريتانية بدون إخبار مسبق، دون استبعاد وجود تنسيق مسبق، مع قيادة نواكشوط، علما أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هو جنرال في الجيش وله حساسية مفرطة تجاه أي تحرك عسكري مثله مثل باقي الجنرالات وخاصة الرؤساء منهم.
ويبدو أنه يسود نوع من الإرتياح في نواكشوط، فاندلاع أزمة الكركرات جعلت الأضواء تتركز عليها ولم تعد تهتم بموضوع الكويرة الذي كان رئيسيا منذ بداية الصيف خاصة في الصحافة المغربية.