ستبدأ خلال المرحلة المقبلة جولة جديدة من المفاوضات بين العراق والولايات التي ستتناول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والمسائل السياسية والتعاون في مجال التعليم والثقافة .
ما اهمية الحوار الاستراتيجي ؟
مما لا شك فيه ان معظم بلدان تسعى الى عقد اتفاقيات او معاهدات تعاون او تبادل مع الدول العظمى ، وتقدم التنازلات والامتيازات من اجل الحصول على دعم ومساندة ورضا هذا الحليف الاستراتيجي، وهو مكسب كبير لها قد لا تحصل عليه دول اخرى ، وهي وضع تحتاج الى هذا الداعم ، واذا كان هذا الحليف الولايات المتحدة فلا نحتاج الى ذكر المكاسب او الغنائم الثى ستحصل عليه ، ودول كثيرة في العالم وفي المنطقة بذات مثلا على ذلك ، والعكس تماما في بلدان اخرى لم تحصل على دعم وسخاء الولايات المتحدة .
لو فرضنا جدلا تم الحوار والاتفاق على ما اعلن عنها ، لتبدا مرحلة تطبيق بنود هذا الاتفاق ، وهناك نقاط يجب الوقوف عندها ، وفي مقدمتها اين كانت الولايات المتحدة خلال سبعة عشر سنة عجاف عن الحوار الاستراتيجي مع العراق ؟ وهي ترى العراق سنة بعد سنة يغرق في المشاكل الداخلية والصراعات الإقليمية ،والتي هي طرف في هذا الصراع ، وسوء الخدمات والفساد، وقائمة طويلة لا تنتهي ، وهي الثى اسقطت نظام صدام واحتلت بلدي المنكوب ، ليقتل اهلنا ، وينهب خيراته وثرواته من القريب والبعيد ، وتجعل العراق ساحة صراع لتصفية الحسابات ، واقصاء الاخرين ، وورقة ضغط تستخدمه لتحقق من ورائه مكاسبها في حربها من اجل الزعامة وتنفيذ خططها, ومكاسب من لا يريد الخير لنا .
وهل ستنفذ بنوده او ستصدق في ذلك ؟ , لأننا عهدناها في اتفاقيات اخرى لم تفي بوعدها سواء مع العراق او حتى مع بلدان اخرى ، والحقائق والوقائع كثيرة على لا يتسع المجال لذكرها ، ولعل دخول داعش وسقوط الموصل خير دليل على ذلك ، واين كانت امريكا من اتفاقيات الاطار الاستراتيجي ؟ التى طالما كنا نسمع عنها من الكثيرين ، والحقيقية مرآة واضحة للجميع .
وهل نمتلك فريق مفاوض جدير بالثقة ؟ قادر على التفاوض ، ويمتلك الخبرة والكفاءة ، وبعيدا عن الاملاءات الغير ، وتدخل الاخرين ,ونحن نعيش في بلد تحكموه مجموعات متحاربة متناحرة فيما بينها على مصلحة الوطن ، ومتفقة ومتعاونة على مصالحها ، والتي لم تستطع منذ السقوط الى يومنا هذا من ابرام عقد او اتفاق يفيد البلد معظمها بقيت حبرا على ورق او من خبر كان واخواتها .
وهل سيسمح الاخرين في تنفيذ هذا الاتفاق ؟ وهم العقبة الكبرى في طريق البلد نحو التقدم او البناء والتطور ، وهم يسعون بكل الطرق والوسائل مع حلفائهم لتدمير العراق وقتل اهله ، بل سيعملون على افشل اي خطوة تقدم العراق ولو بخطوة ، ويحركون حلفائهم من اجل ان لا يكتب لهذا الاتفاق الصوري النجاح .
لو صدق من يحكمنا في قولها عليها اولا الاتفاق الاستراتيجي فيما بينهما على تصحيح مسار البلد واتخاذ خطوات شجاعة وجريئة تخدم الدولة ومؤسساتها ، والاهم تقديم التنازلات عن امتيازاتهم الضخمة ، وترك القرار بيد اهل الخبرة والكفاءة ، ثم نسعى الى الاتفاق مع البلدان الاخرى .
ماهر ضياء محبي الدين