هل يسمح الكبار بعودة العراق الى مكانته الطبيعية ؟

اثنين, 04/12/2021 - 16:48

يقولون في السياسية ودهاليزها انها لا صديق له دائما ولا عدو كذلك ، انما تتغير وفق مبدا المصلحة , ولكن مع العراق وشعبه  سياستهم لها حسابات اخرى .

 هل يسمح الكبار بعودة العراق الى مكانته الطبيعية ؟

يوم امس تم وضع حجر الاساس لمشروع ميناء الفاو الكبير من قبل السيد رئيس الوزراء ، على الرغم ما شهده هذا المشروع من اتهامات ومعوقات يعرفها الجميع حتى وصلنا الى مرحلة ظن الجميع بها ان المشروع لم ينفذ مطلقا .

حقيقية لا تحتاج الى دليل قاطع ، بل انها واقع حال شهدناها منذ السقوط ليومنا هذا تم وضع حجر الاساس لعشرات المشاريع وتم تخصيص الاموال اللازمة لها ، لتمضي الايام وبدون تنفيذها او بقيت حبرا على ورق او ما نفذه منها لا يتجاوز 50% من نسبة  الانجاز ، ليكون حال المشروع الخراب والاهمال وبحجج  شتى ، ويبقى في دائرة الاعلام  والوعود .والنتيجة وضع البلد في تراجع مستمر في مختلف النواحي والجوانب .

قد يقول قائلا وكما اسلفنه في المقدمة السياسية تتغير ، واليوم حسابات الكبار تغيرت ، والمفروض ان تبدا عجلة الاعمار والتنمية ، والبلد يعاني من المشاكل التي لا تنتهي ، ومشروع الفاو الكبير قد يكون مفتاح الفرج ، وبوابة خير نحو الامام ، وما يحققه هذا المشروع لو نفذ فعلا ، وبدء يعمل بصورة صحيحة ، وبدون مشاكل ، سيحقق فوائد ومنافع جمة ، بل سيكون نقطة انطلاق لتنفيذ مشاريع اخرى كبرى تحقق للعراق مكاسب شتى .لكن الامر اشبه بالمهمة  المستحيلة للحكومة ، بسبب ان سياسية الكبار اتجاه العراق بعد زوال نظام صدام كانت ومازالت تسير بنفس النهج الثابت والواضح مصلحتنا في تدمير البلد ونهب خيراته ، وتدمير الدولة ومؤسساتها ، وقتل شعبه هدفنا الاول والاخير وبدليل اخرى وضعهم في تقدم وازدهار ، ونحن في صورة اخرى ومختلفة تماما .

ودليل لخرى حاجة البلد الى هكذا مشروع ومشاريع اخرى ليست وليدة اليوم ، بل  نحن بحاجة الى المئات من هكذا مشاريع منذ عقدا  الزمان ، ولعل ملف الكهرباء خير دليل ، ونحن مقبلون على صيف حار ، لكن بسبب تدخل الكبار في القرار العراقي كان سببا رئيسا ومباشرة في عدم تنفيذها ، خدمتا لمصالحهم في تحقيق مكاسبهم السياسية والاقتصادية وحتى  التجارية.

ميناء الفاو لن يكون مفتاح الفرج للبلد واهله ، ما لا تتحقق متطلبات ومكاسب  اخرى ، وفي مقدمتها التخلص من تدخل الكبار في الشأن العراقي الداخلي .

                                                              ماهر ضياء محيي الدين

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف