منذ قليل شاهدت في أحدى القنوات الفضائية الاخبارية المشهورة كيف أن برميل ممتلىء بالمتفجرات ينزل على حي سكني في دولة عربية عزيزة على قلوبنا تشهد من عدة سنوات احداث دامية، وما هي إلا دقائق والحي يتحول إلى ركام ، والخبر بات عاديا ومر مرور الكرام.
جاء الشهر الفضيل اعاده الله علينا وعلى الجميع بالخير والبركة ، وشاشاتنا مستعدة لتقديم برامج ومسلسلات مستحيل أن أصفها بأنها ترفيهية ، فحتى الكاميرا الخفية تعتمد على الضرب والخوف والتهديد ممزوج بكم من الشتائم ، صدمتي أيضا عندما أتصل بي ممثل مشهور ليخبرني بأنه قام بعمل درامي وبعد انتهاء حديثي معه ذهبت لكي اشاهد مقاطع قصيرة لعمله على موقع اليوتيوب ، فأكتشف أن مرتدي ثياب ممزقة ووجهه منتفخ من عدد اللكمات التي تلقاها وهو يصرخ بأعلى صوته ويقول متوجها إلى ممثل أخر "سوف أقتلك "..!!
هذا الرمضان الثاني الذي يمر علينا ونحن نعاني من وباء كورونا اللعين ، سجناء في بيوتنا بين أربع جدران أغلب الأوقات ، وأعتقد أنه من حقنا أن نجد من يقوم بتفريغ شحنات الصدمات التي عاشتها كل البشرية ، بالضحكة والكلمة الطيبة والمعلومة .
أدركت الآن النصائح التي كانوا يقولها لنا الأطباء النفسيين وخبراء علم الاجتماع ،أن الانغلاق الناتج عن الوباء سوف ينتج عنه حالات نفسية عند البعض وهذا بصراحة الاحظه بشكل واضح وضوح الشمس مع هذا العنف المقدم لنا ، وحالات الغليان هنا وهناك .
حسين علي غالب - بريطانيا