#الزاوية_الأخرى
الفساد المالي!
الشيخ شاب حداثي خريج إحدى أعرق الجامعات الأوربية، عاطل عن العمل ينحدر من أسرة عريقة في التجارة لها قدرة فائقة على كسب ثقة المسؤولين الذين يكلفون بمهام في المنطقة والمناطق القريبة منها..
هدايا الأسرة الثمينة والمتنوعة التي تقدم للمسؤول يوم تعيينه، ومساعدته ماليا في الوقت المناسب لأداء مهام السلطة التي يتطلبها تسيير المرفق يوميا، بدل انتظار إجراءات تحويل المخصصات التي تأخذ وقتا طويلا، يعيق عمل المرفق أحيانا..
إضافة إلى مساهمتها الدائمة في تذليل الصعوبات التي تواجهه أثناء مباشرة تنفيذ قراراته على الساكنة..
خدمات جليلة ومتنوعة جعلت أسرة الشيخ تنتزع احترام "أغلب" من يتم تكليفهم بمهام في تلك الربوع!
الأدوار الكبيرة التي تضطلع بها الأسرة وقدرتها المالية، جعلتها تحظى بنصيب الأسد من تنفيذ المشاريع المقامة في منطقتها، إذ نادرا ما ترسو مناقصة على غيرها؛ وقلما اعترض المتنافسون معها على ذلك، وفي الحالات النادرة التي يسجل اعتراض تؤكد هيئة التحكيم النتيجة الأولى!
بعض العامة يرى أن المناقصات تصمم من طرف المعنيين بها على مقاسات هذه الأسرة حصرا، في حين يقول البعض إنه حتى الذين ينافسونها؛ إنما تكتتبهم هي لذلك الغرض..
أما البعض الآخر فيذهب بعيدا؛ حيث يؤكد أن هيئات الرقابة تتساهل معها في تنفيذ دفتر الالتزامات؛ لذلك لا تصمد المشاريع التي تسند إليها كثيرا، إن هي تمت بالفعل!
القيل والقال الذي يواكب تنفيذ المشاريع المنفذة في المنطقة، جعلت الشيخ يرفض في كل مرة العروض المقدمة من طرف أسرته للعمل معها والاندماج في الحياة النشطة..
لكن، مع الوقت بدأ(الشيخ) يحس بالغربة في أسرته وبين إخوته؛ بل أكثر من ذلك أحس بالغربة بين أصحابه الذين طالما عبروا له عن امتعاضهم من تحكم أسرته في أرزاقهم!
حتى موسى رفيق دربه المنحدر من أسرة فقيرة لم يعد يستقبل مكالماته، بعد أن اقتنع بدور الأسرة واندمج في حياتها و" مشى حاله"!
منزل موسى الفخم وسيارته الفارهة وتسابق الناس إلى تقديم الخدمات له أشياء مغرية أصبحت تحث الشيخ شيئا فشيئا إلى التخلي عن مبادئه والقيام ب" مراجعات" لأفكاره، وقد أضحى، بالفعل، مستعدا لحرق كل المراكب والالتحاق بالركب، لكن بعد فوات الأوان!!
حكاية من وحي الخيال تروي موقف المجتمع الحقيقي من الفساد المالي، حسب رأيي!
فما رأيكم أنتم؟
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة ومنا ونماء
الديماني ولد محمد يحي