المدون! الزاوية_الأخرى

أربعاء, 04/21/2021 - 13:01

 

المدون!

الزاوية_الأخرى

 

بعد أن تضلعت من العلوم المحظرية كغيري من أبناء الحي، هاجرت إلى إحدى الدول الإفريقية.

ونظرا لطبيعة العمل الذي اخترت أتيحت لي فرصة الدخول إلى مختلف الأماكن العامة بدءا من المجمعات الحكومية والمكتبات مرورا بالمتاحف ودور العبادة إلى صالات العرض والمقاهي والنوادي الليلية!

الذكاء الخارق الذي ورثت عن آبائي وشحذ المنهج المحظري لقدراتي الذهنية منذ نعومة أظافري، جعلني أتكيف مع حياة المدينة وأستوعب ثقافاتها المتنوعة بسرعة فائقة!

شيئا فشيئا بدأت أشارك في النقاشات التي 

تثار أمامي في الأماكن العامة...

أضحت آرائي عن الوضع الإفريقي وآليات الحكم والعيش المشترك محط أنظار الشباب في الجامعات والنوادي التي أزورها...

بدأت أشارك أفكاري جمهورا أوسع من خلال صفحتي على الفيسبوك...

كنت أنشر بلغة عذبة تأخذ من رشاقة الأسلوب الحداثي سلاستها الأخاذة، ومن الخلفية المحظرية قاموسها الجزل ومن فلسفة اليسار طغيان الرفض وفرض تغيير الواقع! 

بدأت أدون عن الأوضاع في بلدي وأعري سياسات الحكومة وأكشف تمالؤها مع زعماء القبائل وبارونات الفساد للتضيق أكثر على الطبقات المسحوقة ومص دماء العمال لسرقة المزيد من مال الشعب...

كانت حروفي النارية جمرة في حلوق كل من تقلد منصبا حكوميا في بلادي... لم أستثن أحدا من بني غزية..!

تشجيعي من طرف رواد الفيسبوك وحجم المشاركات التي تنال منشوراتي كل يوم والمواقع المحلية التي كانت تعتمدني مصدرا رئيسا للأخبار أمور من بين أخرى شجعتني لمواصلة نهجي في كشف عورات السلطة والقبيلة والجيهة...

كان التفاعل الواسع مع ما أسطر مصدر سعادة لا توصف!

كنت أفحم كل من تصدى لي من مدوني النظام بنشر غسيله وغسيل عشيرته..

استفدت كثيرا من خلافات أركان الأنظمة، حيث كان بعض الأطراف يساعدني في ضرب الطرف الآخر والعكس صحيح!

لم يسلم من قلمي البذيء بر ولافاجر!

ثلاث مرات فقط وجدت نفسي مضطرا للخروج عن هذا النهج!

نعم دافعت عن ابن عمي ورفيق دربي موسى المسؤول الكبير في الدولة بعد اتهامه باختلاس المال العام، مع أنني متيقن من أن الثروة الهائلة التي كون في السنوات الأخيرة لا يمكن أن تحصل من راتبه!

أما المرة الثانية التي خرجت عن نهجي في الكتابة، فهي المرة التي وقفت فيها إلى جانب مجموعتي القبلية، عندما اختلفت مع إحدى القبائل الأخرى!

وبطبيعة الحال لم أستطع تحمل الهجمة على جهتي ومرابع صباي، من طرف مدوني بعض الجهات الأخرى فكانت المرة الثالثة! 

حكاية من وحي الخيال تروي موقف المدون الحقيقي من القضايا الوطنية، حسب رأيي فما رأيكم أنتم؟

حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء.

الديماني ولد محمد يحي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف