من انتَ وما ستكون ؟

اثنين, 04/26/2021 - 22:45

مُنذُ نُعومة اظفارنا نهتمُ بالآخرين ونرعاهُم . بل قد نُساهم في تعديل وتبديل سُلوكهُم وحياتهُم الى الاحسن . ندفع بهم الى القمة . والثمن اعمارنا . المُحيطين بك والاقارب أو اقرانك في الحارة واللعب او المَدرسة . حتى تصل الى مُفترق الطريق وتكتشف انك كنت على خطأ ... وعندما نصحوا فجأة من غفلتنا نكتشف اننا نسينا ارواحنا في زحام الحياة وزخم التسارع الرهيب في الاحداث . خسرنا كل شيء . واولها أنفُسنا . وعندما نعود اليها نجدها تلاشت مع الايام وقد يصعب علينا لملمة بقاياها . لقد فهمنا التضحية والايثار خطأً . فأعطينا كل شيء من اجل لاشيء . ولكن الزمان لايعود ... 

احبها حتى افنى عمرهُ او أحبتهُ حتى ذاب عقلها وروحها وجسدها من اجله وفيه ثم ماذا ؟ تخلى عنها في اولى محطات الحياة . لم ارى دموع عينيه  او لوعته عليَّ وهو يرى اليأس يُقلبني كالقشة في مهب الريح . كثيرة هي الامثلة . ولو تجولتُم الان في عالم الذاكرة من حولكُم سترون آثارها ومُخلفاتها في وجوه المُحيطين بكم . وللأسف اكثر الناس هُم ضحايا الحُب والعاطفة والطيبة والصدق . امٌ خُدعت او أبٌ . او اخٌ او اختٌ او صديق كان يظنهُ السنَد وقت الضيق . كل ذلك لأنك تَركت ( انت ) وركزت ( عليهم ) هاتان الكلمتان هُما المُشكلة وفيهما الحل .. .

علموا اولادكم كيف يعرفوا قيمة ومقياس كل فرد وما هي الاولويات وما حقوقنا وواجباتنا وكيف نتصرف مع النفس والاخرين وما الذي يُمكن ان نُعطيه او نأخذهُ وكيف وكم ومتى ولماذا ؟ متى ننسحب ومتى نتقدم ونضحي وعلى من ومن اجل ماذا ؟. ماذا يعني الوطن والاقارب او رجل الدين والمسؤول او رب العمل والصديق ؟ هل نحن ملكا لهؤلاء ؟ ما هي حدودنا وحدودهم ؟ 

لا احد علمهم ذلك حتى عبدوهُم حد الضياع واصبحوا في حياتهم آلهة . كل شيء مُقدس إلا الله . رغم انهُ الوحيد الذي يسمعنا حين يصمُّ الاخرين آذانهُم ويرانا عندما تَعمى العُيون ويُدركنا يوم لامدرك الا هو  ...اجلس مع نفسك . وابحث فيك عن الاخطاء وصوِّبها وعن الإيجابيات وطورها وحدد لك قانونا تمشي عليه واهدافا لابد ان تصل اليها . عجل فان الدنيا تمضي سريعا . ويوم تقف امام المرآة وتكتشف ان العمر قد مضى لن ينفعك الندم أو تتمكن من تحقيق احلامك . آن الاوان لتصحوا وتُرتِب رفوف قلبك وتُقيِّد مَشاعرك ولاتطلقها الا على من يستحق وبالكمية والكيف التي تراها مُناسبة . 

عليك الاهتمام بك . فالسعادة مسرحية نحنُ من يكتب فصولها وعلينا ان نزيل كل الشوائب التي تختبأ بين الحروف ونمضي الى القمة ونحن نملأ قلوبنا بالأمل والاصرار ... وتذكر انك كلما كنت الاقرب الى انجاز أهدافك كلما كنت قريبا من تحقيق احلامك ...

محمود الجاف

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف