القدس وسلوان والشيخ جراح قبل خمسة عشر عاما عرضتها حكومة الاحتلال على القيادة الفلسطينية عاصمة للدولة الفلسطينية وهذا ما رفضه الشعب الفلسطيني وأما الان تعمل نفس الحكومة على طرد الفلسطينيين من القدس وضواحيها وتتمدد بسياستها الاستيطانية الاستعمارية وهذا ما يعرف بسياسة الكذب والمراوغة التي يمارسها الاحتلال ويقوم بخداع العالم، وإمام هذا التعنت الاسرائيلي وتلك السياسات العنصرية والنازية الجديدة لا بد للشعب الفلسطيني من مواصلة انتفاضته ضد الاحتلال والصراخ عاليا حتى يصل الصوت الفلسطيني مدويا في سماء الكون بأنه لا تنازل عن عاصمة دولة فلسطين ولا تنازل عن ذرة من تراب القدس وكما قالها الشهيد الرئيس ياسر عرفات سيرفع شبل من اشبال فلسطين علم فلسطين خفاقا فوق مآذن وكنائس القدس .
هذه هي لغة الحضارة الفلسطينية التي ستنتصر مهما طال الزمن على عنجهية المحتل الغاصب ولن ينالوا من شعب فلسطين ولا من صمود ابطالنا في القدس الذين يخوضون المعركة نيابة عن كل فلسطيني لم يتمكن من الوصول الي القدس، انها معركة القدس معركة الدولة الفلسطينية المستقلة، لينتفض الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده من اجل خوض معركة الشرف والبطولة والفداء وليضع حد لكل هذا التطرف والعنجهية المطلقة لحكومة الاحتلال الاستعماري الصهيوني الغاصب .
الهجمة الشرسة التي يقودها تكتل اليمين العنصري النازي لدي دولة الاحتلال تهدف إلى تهويد مدينة القدس خاصة في الشيخ جراح وسلوان المتمثلة بالاستيلاء على الأراضي والمنازل والهدم العشوائي تحت حجج واهية، وكذلك الانتهاكات اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في كل الأرض الفلسطينية المحتلة كالاعتداء على المواطنين الآمنين والاعتداء على المزورعات والأشجار إضافة إلى تلويث المياه وغيرها من الممارسات المدانة دوليا، بالإضافة الي ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الهادفة لضرب الانتخابات الفلسطينية والسيطرة المطلقة على القدس ومصادرة الحقوق الفلسطينية من خلال حرمان المقدسيين أو من خلال اعتقال المرشحين والتضييق عليهم وخاصة في المناطق المصنفة «ج» لمنعهم من المشاركة وهي اجراءات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاصرار على اتمام التجربة الديمقراطية الفلسطينية وتعزيزها .
التاريخ لن يرحم المتخاذلين في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا بد من وقفة عربية وإسلامية ودولية تضع حد لهذا التوغل الاسرائيلي بحق القدس، ويجب مساندة ودعم المدافعين عن مدينة القدس وعروبتها وإسلاميتها في مواجهة آلة الإرهاب والتهويد وعدوان المنظمات الإرهابية المحمية والمدعومة من حكومة الاحتلال، ولا بد من تجسيد الوحدة الوطنية والعمل على صياغة اسس نضالية وتوحيد كافة الطاقات والإمكانات الفلسطينية ونبذ كل ما من شأنه إضعاف جبهة المواجهة والتصدي للاحتلال وجرائمه والانخراط في الدفاع عن القدس وحمايتها، والشعب الفلسطيني لن ينسى أهلنا في القدس وتلك المواقف البطولية وتصديهم لممارسات الاحتلال وقضية القدس هي قضية أساسية وكل الأشياء تبدأ مي القدس وتنتهي في القدس ويقف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ضد فرض الأمر الواقع في القدس وتمرير صفقة القرن .
وفي ظل استمرار سياسة الاحتلال وممارسة النازية الجديدة بحق ابناء الشعب الفلسطيني لا بد من المجتمع الدولي التدخل والعمل على توفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس التي تتعرض لعمليات عدوان منظم واقتحامات واعتداءات متواصلة على المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الى جانب عمليات التطهير العرقي والتهجير القسري للمواطنين المقدسيين من مدينتهم .
بقلم : سري القدوة
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية