العفة وغنى النفس والقناعة والرضا فضائل نشرها رسول الله‮ ‬صلى الله عليه وسلم‮

أربعاء, 05/05/2021 - 18:27

غرس رسول الله‮  ‬صلى الله عليه وسلم‮  ‬في‮ ‬نفوس المسلمين من خلال سلوكياته وتوجيهاته الكريمة فضيلة‮ «‬القناعة والرضا‮»‬،‮ ‬وحارب رذيلة الطمع والتطلع إلى ما في‮ ‬أيدي‮ ‬الناس،‮ ‬ومن شأن من‮ ‬يلتزم بهذا الخلق الكريم أن‮ ‬يعيش سعيداً‮ ‬راضياً‮ ‬قانعاً‮ ‬بما رزقه الله‮  ‬عز وجل‮  ‬به ‬فكل متع الدنيا زائلة،‮ ‬وسعادة الإنسان لا تحققها الوظائف المرموقة،‮ ‬وكثرة المال،‮ ‬والقصور الفاخرة،‮ ‬والسيارات الفارهة،‮ ‬بل‮ ‬يحقق تلك السعادة‮: ‬عمل صالح،‮ ‬ورضا بالرزق بعد السعي‮ ‬والعمل الجاد،‮ ‬وعطف على الفقراء وأصحاب الحاجات‮.. ‬وما أجمل أن‮ ‬يستمتع الإنسان برؤية ثمرة عمله وكفاحه تحل مشكلات،‮ ‬وتسهم في‮ ‬إنهاء أزمات الآخرين‮.‬

القناعة التي‮ ‬علمنا إياها وأوصانا بها رسول الإنسانية‮  ‬صلى الله عليه وسلم  ‬تعني‮  ‬كما‮ ‬يقول د‮. ‬محمد الأحمدي‮ ‬أبو النور،‮ ‬أستاذ السنة النبوية،‮ ‬عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر‮   ‬أن‮ ‬يرضى المسلم بما قسمه الله له ولو كان قليلاً،‮ ‬وألا‮ ‬يتطلع إلى ما في‮ ‬أيدي‮ ‬الآخرين،‮ ‬وألا تمتد‮ ‬يده إلى ما تحت وصايته أو في‮ ‬متناول‮ ‬يده من المال العام،‮ ‬أو أموال الآخرين،‮ ‬فهذه القناعة تجسد الشخصية السوية للمسلم،‮ ‬وتؤكد صدق إيمانه،‮ ‬وهنا‮ ‬يقول رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬موجهاً‮ ‬ومعلماً‮: «‬قد أفلح من أسلم،‮ ‬ورزق كفافاً،‮ ‬وقنعه الله بما آتاه‮».‬

وهنا نسأل د‮. ‬أبو النور‮: ‬ما علامات ودلالات القناعة والرضا في‮ ‬حياة رسول الله وتوجيهاته الكريمة؟
يقول‮: ‬المتتبع لأسلوب رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬في‮ ‬بيته ومع زوجاته وفي‮ ‬حياته كلها‮ ‬يجد الرضا والقناعة في‮ ‬أسمى صورها،‮ ‬فقد كان نموذجاً‮ ‬ومثلاً‮ ‬أعلى في‮ ‬القناعة والرضا،‮ ‬حيث عاش حياته الشريفة راضياً‮ ‬قانعاً‮ ‬بما رزقه الله،‮ ‬لا‮ ‬يسأل أحداً‮ ‬شيئاً،‮ ‬ولا‮ ‬يتطلع إلى ما عند‮ ‬غيره،‮ ‬فكان‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬يعمل في‮ ‬التجارة في‮ ‬مال السيدة خديجة‮ - ‬رضي‮ ‬الله عنها‮ - ‬ويكسب كثيراً‮ ‬ولا‮ ‬يطمع فيما‮ ‬يكسبه،‮ ‬وكان صحابته‮ ‬يعرضون عليه الأموال التي‮ ‬يغتنموها في‮ ‬المعارك فلا‮ ‬يأخذ منها شيئاً،‮ ‬بل كان‮ ‬يوزعها على أصحابه‮.‬
وهذه القناعة التي‮ ‬عاشها رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬انعكست على سلوكيات وأخلاقيات زوجاته،‮ ‬فكن مثالاً‮ ‬في‮ ‬الزهد والرضا بما قسمه الله،‮ ‬والجود بما في‮ ‬أيديهن على الآخرين‮.‬
يروي‮ ‬لنا د‮. ‬أبو النور موقفاً‮ ‬لزوجة رسول الله السيدة عائشة‮ - ‬رضي‮ ‬الله عنها‮ - ‬حيث تلقت كمية من العنب كهدية فطلبت من خادمتها التصدق بها على الفقراء والمساكين،‮ ‬فأخفت الخادمة بعض هذا العنب‮.. ‬وفي‮ ‬المساء أحضرته فسألتها السيدة عائشة رضي‮ ‬الله عنها‮: ‬ما هذا؟ فأجابت‮: ‬ادخرته لنأكله‮.. ‬فقالت السيدة عائشة‮: ‬أما‮ ‬يكفي‮ ‬عنقود أو عنقودان؟‮!‬

الرسول‮ ‬يعلم ويربي:

كما‮ ‬ينقل لنا د‮. ‬أبو النور موقفاً‮ ‬للرسول مع الصحابي‮ ‬الجليل‮ «‬حكيم بن حزام‮» ‬ليوضح كيف كان رسول الإنسانية‮ ‬يربي‮ ‬أتباعه على الرضا والقناعة،‮ ‬ويواجه ما‮ ‬يعتري‮ ‬نفوسهم من مظاهر وعلامات الطمع،‮ ‬فقد ذهب‮ «‬حكيم‮» ‬إلى النبي‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬وسأله أن‮ ‬يعطيه من الأموال فأعطاه‮.. ‬ثم سأله مرة ثانية فأعطاه‮.. ‬ثم سأله مرة ثالثة فأعطاه النبي‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬وقال له معلماً‮: «‬يا حكيم‮: ‬إن هذا المال خضر حلو‮ (‬أي‮ ‬أن الإنسان‮ ‬يميل إلى المال كما‮ ‬يميل إلى الفاكهة الحلوة الذيذة‮) ‬فمن أخذه بسخاوة نفس‮ (‬أي‮ ‬بغير سؤال ولا طمع‮) ‬بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم‮ ‬يبارك له فيه،‮ ‬وكان كالذي‮ ‬يأكل ولا‮ ‬يشبع،‮ ‬واليد العليا‮ (‬التي‮ ‬تعطي‮) ‬خير من اليد السفلى‮ (‬التي‮ ‬تأخذ‮)».. ‬فعاهد حكيم النبي‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬ألا‮ ‬يأخذ شيئاً‮ ‬من أحد أبداً‮ ‬حتى‮ ‬يفارق الدنيا،‮ ‬فكان أبو بكر الصديق‮ - ‬رضي‮ ‬الله عنه‮ - ‬يطلبه ليعطيه فيرفض أن‮ ‬يقبل منه شيئاً،‮ ‬وعندما تولى عمر الخلافة دعاه ليعطيه فرفض حكيم،‮ ‬فقال عمر‮: «‬يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني‮ ‬أعرض عليه حقه الذي‮ ‬قسمه الله له في‮ ‬هذا الفيء‮ (‬الغنيمة‮) ‬فيأبى أن‮ ‬يقبله‮»‬،‮ ‬وهكذا ظل حكيم قانعاً،‮ ‬ولا‮ ‬يتطلع إلى المال بعد نصيحة رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬التي‮ ‬تعلم منها ألا‮ ‬يسأل أحداً‮ ‬شيئاً‮ ‬حتى إنه كان‮ ‬يتنازل عن حقه ويعيش من عمله وجهده‮.‬

ومن مظاهر قناعته‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬نهيه الدائم عن التهالك على حطام الدنيا وذلك في‮ ‬أحاديث كثيرة،‮ ‬منها ما رواه مسلم في‮ ‬صحيحه عن عبد الله بن الشخير قال‮: ‬انتهيت إلى رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬وهو‮ ‬يقول‮: «‬ألهاكم التكاثر،‮ ‬قال‮: ‬يقول ابن آدم مالي‮ ‬مالي،‮ ‬وهل لك من مالك‮ ‬يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت‮».‬
وفي‮ ‬هذا التوجيه النبوي‮ ‬الكريم‮ ‬يتلمس رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬قول الحق سبحانه في‮ ‬سورة التكاثر‮: «‬ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن‮ ‬يومئذٍ عن النعيم‮».. ‬فهذه الآيات الثماني من سورة التكاثر تنهى عن التفاخر بالتكاثر وتحض على التزود بالعمل الصالح،‮ ‬وعلى ما‮ ‬ينجي‮ ‬من العذاب،‮ ‬وعلى إدراك أن القناعة هي‮ ‬أساس علاقة الإنسان بالمال،‮ ‬وغير ذلك من متع الحياة‮.‬

غنى‮ ‬يجلب السعادة

ومن مظاهر ودلالات القناعة والرضا‮ - ‬كما‮ ‬يقول د‮. ‬أبو النور‮ - ‬دعوة رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬إلى فضيلة أخرى‮ ‬يجب ألا تفارق أي‮ ‬مسلم،‮ ‬وهي‮ «‬عفة النفس‮»‬،‮ ‬حيث‮ ‬يقول في‮ ‬الحديث الصحيح‮: «‬ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى‮ ‬غنى النفس‮»‬،‮ ‬فكل إنسان‮ ‬يحب أن‮ ‬يعيش‮ ‬غنياً‮ ‬سعيداً،‮ ‬غير أن الغنى الذي‮ ‬يحقق السعادة‮ - ‬كما‮ ‬يعلمنا ويوجهنا رسولنا الكريم‮ - ‬ليس هو‮ ‬غنى المال،‮ ‬فقد‮ ‬يكون من ورائه شقاء كبير إذا لم‮ ‬يعصمه خلق أو دين،‮ ‬فالذي‮ ‬يجعل الدنيا أكبر همه‮ ‬يركب لها الصعب والذلول،‮ ‬ويسلك من أجلها كل طريق،‮ ‬لا تهمه قيم أدبية ولا مبادئ خلقية،‮ ‬إنما الغنى الحقيقي‮ ‬الذي‮ ‬يوفر للإنسان سعادته هو‮ ‬غنى النفس وعفتها وكرامتها،‮ ‬والذي‮ ‬يساعد على ذلك إيمان بالله‮ ‬يضع كل الثقة والرجاء فيه،‮ ‬وإيمان بحقيقة الحياة التي‮ ‬لا تستقر على حال،‮ ‬وإيمان بأن قيمة الإنسان مرهونة بما‮ ‬يملكه من رصيد خلقي‮ ‬وعمل خيري‮ ‬يعيش به محبوباً‮ ‬بين الناس مرضياً‮ ‬عنه من الله‮.‬

جاء رجل إلى النبي‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬وسأله عن عمل إذا عمله أحبه الله وأحبه الناس،‮ ‬فقال له‮ «‬ازهد في‮ ‬الدنيا‮ ‬يحبك الله،‮ ‬وازهد فيما في‮ ‬أيدي‮ ‬الناس‮ ‬يحبك الناس‮»‬،‮ ‬والمراد بالزهد هنا عدم تعلق القلب بالدنيا تعلقاً‮ ‬يمس الشرف ويذهب الكرامة،‮ ‬وقد تربى السلف الصالح على هذا الهدي‮ ‬الكريم،‮ ‬وآمنوا بأن القناعة كنز لا‮ ‬يفنى،‮ ‬فارتضوها شعاراً‮ ‬عاشوا به ملوكاً‮ ‬بين الناس‮ ‬يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف،‮ ‬قليلة أموالهم ولكن كبيرة نفوسهم،‮ ‬رقيقة أحوالهم ولكن عالية هممهم‮.‬

ثمن الطمع

كل ما سبق من سلوك نبوي‮ ‬كريم وتوجيهات عظيمة تؤكد ضرورة أن‮ ‬يتسلح المسلم بسلاح القناعة والرضا لا نراه‮ - ‬للأسف الشديد‮ - ‬في‮ ‬سلوكيات كثير من المسلمين حيث لم‮ ‬يعد لشعار‮ (‬القناعة كنز لا‮ ‬يفنى‮) ‬وجود في‮ ‬حياتنا المعاصرة،‮ ‬بعد أن سيطر الطمع والجشع على الكثير ودفعهم إلى إذلال أنفسهم من أجل الحصول على مزيد من المال‮..‬أو ارتكاب جرائم ألقت بهم في‮ ‬غياهب السجون‮ ‬أو التصرف مع الآخرين بأسلوب خال من الرحمة والرأفة ففسدت علاقاتهم بكل خلق الله‮.‬

يقول د‮. ‬يوسف إبراهيم،‮ ‬أستاذ الاقتصاد الإسلامي‮ ‬ومدير مركز الاقتصاد الإسلامي‮ ‬بجامعة الأزهر‮: ‬رذيلة الطمع والجشع تسيطر على سلوك كبار الموظفين وصغارهم في‮ ‬بلادنا العربية،‮ ‬وتدفعهم للسطو على المال العام بطرق ووسائل وحيل كثيرة،‮ ‬كما شاع الكسب الحرام بين فئة من الناس لا‮ ‬يهمها الحلال لكن‮ ‬يهمها تضخيم ثرواتها بأي‮ ‬أسلوب،‮ ‬وشاع الطمع والجشع بين الناس من منتجين وتجار وموظفين فانتشرت أخلاقيات سيئة مثل الغش والتزوير والاختلاس والرشوة وكل‮ ‬يوم‮ ‬يدفع الآلاف من الناس ثمن طمعهم وجشعهم وعدم قناعتهم بما قسمه الله لهم‮، ‬فلقد‮ ‬غابت فضيلة القناعة عن حياة الكثيرين وسيطرت القيم المادية على حياة معظم الناس،‮ ‬فأصبح همّ‮ ‬كل إنسان كيف‮ ‬يجمع المزيد من المال وكيف‮ ‬يمتلك أفخم المساكن،‮ ‬ويركب أحدث السيارات بصرف النظر عما إذا كان ذلك من حلال أو حرام‮.‬
وغياب القناعة والرضا هو الذي‮ ‬يدفع ضعاف النفوس‮ - ‬كما‮ ‬يقول مدير مركز الاقتصاد الإسلامي‮ ‬بالأزهر‮ - ‬إلى تقبل الرشى،‮ ‬وعدم الالتفات إلى العقوبات الرادعة التي‮ ‬توقع على المرتشين والفضائح التي‮ ‬تلاحقهم وتلاحق أسرهم،‮ ‬ومن المؤسف أن وباء الرشوة‮ ‬يتزايد‮ ‬يوماً‮ ‬بعد‮ ‬يوم‮.. ‬ولم تعد العقوبات وحدها تكفي‮ ‬لمواجهة قوافل المرتشين في‮ ‬كل المواقع‮.‬

مواجهة إسلامية

وعلاج ذلك في‮ ‬نظر د‮. ‬يوسف إبراهيم لا‮ ‬يكون بالعقوبات وحدها،‮ ‬بل‮ ‬يجب قبل التفكير في‮ ‬العقوبة العمل على نشر القيم والأخلاق الإسلامية وإشاعتها في‮ ‬حياة الناس،‮ ‬خاصة خلق القناعة والرضا الذي‮ ‬كان رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬القدوة والمثل فيه‮.‬

ويرى أستاذ الاقتصاد الإسلامي‮ ‬بالأزهر أن الانحرافات المالية التي‮ ‬انتشرت في‮ ‬العديد من الدول العربية والإسلامية تكشف عن تدهور أخلاقي‮ ‬مخيف‮..
‬فالمسلم السوي‮ ‬من المفترض فيه أن‮ ‬يكون أميناً‮ ‬عادلاً‮ ‬منصفاً‮ ‬لا تمتد‮ ‬يده إلى الحرام حتى لو جاع ولم‮ ‬يجد مقومات الحياة الضرورية‮، ‬لكن للأسف نجد الآن بعض كبار المسؤولين الذين‮ ‬يمتلكون المال والنفوذ والشهرة‮ ‬يضعفون أمام طمع نفوسهم وتمتد أياديهم إلى الحرام ورغم العقوبات القاسية التي‮ ‬تنتظرهم أو توقع عليهم والفضائح التي‮ ‬تلاحقهم فإن الآخرين لا‮ ‬يعتبرون بما‮ ‬يحدث لهم وتتكرر جرائم الرشوة والسرقة والاختلاس والعدوان على المال العام كل‮ ‬يوم‮.‬
وإذا كان انتشار هذه الأخلاق السيئة بين المسلمين اليوم سببه ضعف الوازع الديني‮ ‬وفقدان التربية الصحيحة منذ الصغر وسيطرة قيم مادية ونفعية على حياة الكثيرين،‮ ‬فإن المواجهة لا‮ ‬يمكن أن تكون قانونية أو أمنية فقط،‮ ‬بل لا بد من المواجهة الإسلامية عن طريق نشر الأخلاق الإسلامية وتوضيح العقوبات الأخروية التي‮ ‬تنتظر الطامعين والمنحرفين مالياً‮..

‬هؤلاء الذين‮ ‬يهدرون حقوق الناس،‮ ‬ويطمعون بما في‮ ‬أيديهم ويأكلون أموال الناس بالباطل‮.‬

وليعلم الجميع أن الطمع بما في‮ ‬أيدي‮ ‬الآخرين أو الطمع في‮ ‬المال العام‮ ‬يجلب لصاحبه الشقاء والتعاسة في‮ ‬الدنيا‮ ‬ولنا فيما نراه في‮ ‬واقع الحياة العبرة والمثل‮.

‬فقد حصد كبار المسئولين في‮ ‬بلاد عربية ما‮ ‬يمكن حصره من المال الحرام وكانت هذه الأموال الحرام وبالاً‮ ‬عليهم،‮ ‬حيث دخلوا جميعاً‮ ‬السجون وحرموا من أموالهم وقصورهم وزوجاتهم وأموالهم ويعيشون حياة كلها شقاء لا تعوضهم عنها كل أموال الدنيا‮.‬

اعلموا أن العفة وغنى النفس والقناعة والرضا فضائل نشرها رسول الله‮ - ‬صلى الله عليه وسلم‮ - ‬بين المسلمين ليوفر لهم العزة ويحصنهم بالكرامة،‮ ‬ليعيش المسلم عزيزاً‮ ‬كريماً،‮ ‬حتى ولو لم‮ ‬يمتلك من حطام الدنيا شيئاً‮.‬
ما أحوجنا إلى أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم‮.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف