
وكالة العرب..عبد المجيد رشيدي
في عالم مزدحم بالتغيرات والضجيج، اختارت الفنانة التشكيلية أسماء رحو أن تخلق لنفسها ملاذا هادئا من الألوان والخيال، حيث يتحول الحنين للطبيعة والرغبة في التعبير إلى لوحات تنبض بالحياة والعمق.
بدأت أسماء رحو رحلتها مع الفن سنة 2019، بدافع شغف دفين رافقها منذ الطفولة، حين كانت تتألق في حصص التفتح الفني والرسم داخل الفصل، لكنها لم تجد حينها التوجيه الكافي لصقل موهبتها. بعد انقطاع دام سنة، عادت إلى الريشة والألوان بشوق جارف، لتجعل من الفن متنفسا ووسيلة لإعادة تشكيل العالم من زاويتها الخاصة.
تقول أسماء: "الرسم بالنسبة لي حرية مطلقة، لا شيء فيه مستحيل، يمكن تخيل أي شيء وتحويله إلى واقع في لوحة، وهذه قوة ساحرة أجد فيها وجودي الحقيقي."
لوحات أسماء رحو تحمل بصمة خاصة، فهي تزاوج بين الطبيعة الحسية وعوالم الخيال، لوحة الزهور المتفتحة، مثلا، لا تنقل فقط شكلها، بل تعكس حياة داخلية نابضة بالأمل والأنوثة، أما المنظر الطبيعي الوردي البنفسجي، فيبدو كنافذة على حلم هادئ، فيه لمسة من السكينة والدهشة.
تحرص أسماء رحو على إبراز الانسجام بين الألوان والتفاصيل، دون أن تقيد نفسها بقواعد صارمة. لوحاتها أقرب إلى تدفقات شعورية، تعبر عن لحظات داخلية تترجمها الألوان بدقة وصدق، وقد تُوج هذا المسار الفني بمشاركات مهمة في الساحة التشكيلية المغربية، حيث شاركت في أربعة معارض وطنية، أبرزها معرض نظمته وزارة الاقتصاد والمالية، وجمع نساءً من مختلف أقاليم المملكة يشتغلن في مجال المالية، في هذا الفضاء الإبداعي، بصمت أسماء حضورها الفني برؤية أنثوية راقية تستلهم من الطبيعة والذات.
اليوم، تواصل أسماء عرض أعمالها على منصتها الفنية الرقمية luna.rtgallery، وتطمح إلى تنظيم معارض مستقلة تشارك من خلالها تجربتها مع جمهور أوسع، وتنقل رسالتها: أن الفن ليس ترفًا، بل ضرورة داخلية للبوح والشفاء والتواصل مع الذات والعالم.
في لوحات الفنانة أسماء رحو، لا نرى مجرد ألوان وخطوط، بل نلتمس دعوة مفتوحة للغوص في عوالم موازية، حيث يلتقي الحلم بالواقع، ويصبح الفن وسيلة للبوح والانبعاث من جديد. هي فنانة تؤمن بأن الرسم ليس فقط مهارة، بل شغف ورسالة، ومسار نحو التحرر الداخلي، لذلك تظل أعمالها نوافذ مشرعة على الذات والطبيعة والخيال، وتبشّر بمسيرة فنية واعدة تنسج تفاصيلها بثقة وصدق وجمال.
