صعدت السعودية، الثلاثاء، تجاه اتباعها في حكومة هادي في مؤشر على مساعيها اسكات الأصوات المناهضة لعملية احتلال الجزر اليمنية من القيادات الموالية لها والتي باتت تخشى تداعيات تمدد “الاحتلال” على مستقبلها كشخصيات سياسية متهمة بخيانة البلد والتفريط بسيادته.
على الصعيد السياسي، لوحت السعودية بالانتقالي كبديل لحكومة هادي في الجنوب في ظل سيطرة انصار الله على الشمال وهي معادلة تحاول السعودية استخدامها كورقة ضغط على المكونات اليمنية الموالية لها والتي تم تقليص نفوذها على الأرض لحسابات سعودية .
وعقد السفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر لقاءً بوفد الانتقالي لدى وصوله العاصمة الرياض.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصادر قولها إن اللقاء كان إيجابياً، ملمحة إلى ابرام السعودية اتفاق مع وفد المجلس يقضي بإعادة حكومة هادي التي فرت إلى حضرموت على واقع اقتحام مقرها إلى وصاية الانتقالي من جديد في عدن.
وعلى الصعيد ذاته، بدأت السعودية تحريك برلمان هادي بقيادة البركاني في خطوة وصفت بالرد على مجلس شورى هادي الذي وجه رئيسه رسالة لرئيس الحكومة معين عبدالملك يطالب فيها بتشكيل لجنة تحقيق بالاستحداثات الإماراتية في ميون وسقطرى وهي خطوة حاول ابن دغر من خلالها سحب بساط برلمان هادي المجمد من تدشينه قبل سنوات.
هذه التحركات تأتي بموازاة حملة إعلامية يقودها ناشطون سعوديون مقربون من الاستخبارات على مواقع التواصل الاجتماعي طالت المناهضين لاحتلال ميون بوسمهم كـ”اخوان” ، كما توحدت الحملة السعودية مع إماراتية في شن حملة على فصائل الإصلاح بريف تعز الجنوبي الغربي باعتبارهم “معسكرات قطرية” وهو ما رفضه محور تعز العسكري باعتباره محاولة للفت الأنظار بعيدا عما يدور في ميون وقبلها سقطرى.
في الاثناء كشف وزير الدولة في حكومة هادي عبدالغني حفظ الله جميل عن تهديدات وضغوط يتعرض لها مسؤولي هادي وحاشيته بسبب انتقاداتهم للتحركات الإماراتية المريبة، مشيرا إلى أن تلك التهديدات تتنوع بين اقالة المسؤولين وتصفية المجندين بالطائرات والائمة بالاغتيالات وملاحقة المثقفين..
كما أكد بأن على كل من ينتقد الإمارات توقع دفع الثمن عاجلا أم اجلا.
توسع السعودية حملتها ضد “الشرعية” اليافطة التي بررت الحرب على اليمن ووفرت غطاءً للتدمير والحصار على مدى 7 سنوات تارة بالتلويح بحلها وأخرى باستهداف قواتها مع أنها لا تزال تستخدم هذا المكون حتى اللحظة لتبرير إطالة الحرب التي تحاول الان وقد هزمت احتلال ما ادعت يوما بـ”تحريره” والهدف واضح وسبق للسعودية وأن حددت خطوطه في البيان الذي اعقب تداول تقارير دولية عن عسكرة مضيق باب المندب على نطاق واسع محاولة مقايضة “الشرعية” التي سبق وأن فرطت بسقطرى بين ميون للإمارات أو مأرب للحوثيين، وهي معادلة غير متوازنة وقد يدفع اتباع التحالف ثمنها باهظاً في حال فرطوا بسيادة البلد وواصلوا تبريرها.