وأخيرا سقط بنيامين نتنياهو وليذهب الي الجحيم وبقيت فلسطين شامخة وسينتظره السجن بتهم الفساد وسيكون مصيره أسوء بكثير مما سبقوه ولا خلاف على أنهم جميعا وجوه لعملة واحدة ولا يختلف اثنان على ممارسات الاحتلال النازية في الفكر والأسلوب والأهداف وما من شك في تصنيف قادة الاحتلال فهم جميعا يمارسون جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم .
نتنياهو مارس الفساد والسرقة ومكانه السجن وقريبا سوف يلاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وإصدار اوامر بقتل الاطفال الفلسطينيين وهدم الابراج السكانية فوق رؤوس اصحابها وخسر نتنياهو السلطة سنة 1999 لكنه استعادها بعد عشر سنوات ليبقى على رأسها ويواجه حاليا ثلاث تهم بالفساد وهو أول رئيس حكومة إسرائيلية توجه له مثل هذه التهم وهو في منصبه وسيفقد الحصانة بعد نجاح خلعه من رئاسة الوزراء .
المشهد السياسي الاسرائيلي ادى اخيرا الي فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة ونجاح زعيم حزب يش عتيد المعارض يائير لبيد بتشكيل الائتلاف الحكومي الذي سيحل مكان حكومة نتنياهو وذلك بعد أن وافقت القائمة العربية الموحدة على الانضمام إلى ائتلاف حكومي مناهض له يقوده يائير لبيد وان هذا الفشل سيغير الخارطة السياسية لدى حكومة الاحتلال خاصة بما يتصل بالقضية الفلسطينية كون ان نتنياهو دمر عملية السلام وخاض اربع حروب ضد الشعب الفلسطيني وعمل بكل جهد لدعم الاستيطان وتهويد القدس من خلال محاولات تطبيق ما يسمى صفقة القرن الامريكية مما ساهم في تأجيج الصراع وفشل اي جهود دولية لإحلال السلام القائم على مبدأ حل الدوليتين وقيام الدولة الفلسطينية .
بات واضحا إن ما يسمى بصفقة القرن هي من الأساس وجدت لتصفية القضية الفلسطينية والمساس بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وان أي حل للصراع في فلسطين لن يكون إلا عبر الحلول السياسية المتعلقة بإنهاء الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة في اقامة دولته المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي .
وبعد رحيل نتناهو عن المشهد السياسي اصبحت الان البوصلة السياسية تتجه نحو ادارة الرئيس الامريكي بايدن وقدرته على احداث التغير المطلوب وإن أي حل سياسي تطرحه الإدارة الأميركية أو اي جهة كانت ينتقص من حقوق شعب فلسطين المبنية على انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين سيكون حلا مرفوضا وبات على الجميع ادراك الواقع الذي يعايشه ابناء الشعب الفلسطيني وإن السياسة الاسرائيلية الهادفة الى فرض واقع جديد يفرض بالقوة على شعب فلسطين هي مجرد افكار واهية وكل المؤامرات الهادفة إلى خلق حالة جديدة بين المحتل وشعب تحت الاحتلال مصيرها الفشل ومحاولات تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية الي قضية انسانية ممكن ان تحل فى عقد ورش عمل اقتصادية او جمع تبرعات مالية للفلسطينيين هي محاولات عابرة ولا تمت للواقع بأي صلة .
وبعد رحيل نتنياهو حان الوقت ليدرك الجميع ان اساس المعركة مع الاحتلال هي معركة على السيادة الوطنية والأرض ووضع الاحتلال القائم والشعب الفلسطيني يسعى الي السيادة الوطنية وبناء مؤسساته الوطنية المتكاملة وتحرير ارضه والسيطرة الكاملة على الموارد والمعابر والحدود الفلسطينية وتجسيد الدولة المستقلة عمليا على ارض الواقع والعمل على انهاء كل اشكال الاحتلال للأراضي الفلسطينية .
بقلم : سري القدوة
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية