من الامور الملاحظة بشدة داخل المجتمع العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص عدم التفريق بين النقد والانتقاد والذي يكون سبب للكثير من المشاكل، التي تحدث بين أفراد المجتمع، حيث بسبب عدم التفرقة بين الأمرين يتحول من نقاش حول قضية عامة إلى أمر شخصي، وبالتالي الى صراع اثبات من منهم الاصح، لذلك يجب العمل على نشر ثقافة النقد في المجتمع من خلال دورات توعية او وضعة داخل المناهج المدرسية حتى ولو بصورة بسيطة، وذلك لتجنيب المجتمع مشاكل التي يسببها عدم الوعي بالنقد وتحوله الى انتقاد.
حيث ان:
النقد: هو إظهار نقاط الضعف في عمل معين وتوضيح كيف يتم علاجها.
اما الانتقاد: فهو تحويل نقاط الضعف في عمل معين الى نقاط ضعف في الشخص الذي قام بالعمل.
وقد حث الإسلام على انتشار ثقافة النقد في المجتمع، من اجل تقويم الأخطاء وتطوير الفرد المسلم وبالتالي تطوير المجتمع.
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
أكد الاسلام على ضرورة الأخذ بالنقد الذي هدفه التطوير
قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:
} من حذرك كمن بشرك {
قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:
} فانه من استثقل الحق ان يقال له، او العدل ان يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه {
قدم الإسلام منهج متكامل في النقد من خلال حياة الرسول الكريم والأئمة الأطهار:
اولا: الأسلوب الحكيم
ثانيا: الوقت والمكان المناسبين
ثالثا: أساسيات النقد:
أ- أن يكون النقد عن علم ومعرفة لا عن جهل
كما في الآية المباركة} افتوني بعلم {
ب- ان يكون النقد للتكامل وليس للذم
يقول امير المؤمنين عليه السلام} يا عبد الله، لا تعجل في عيب أحد بذنبه، فلعله مغفور له، ولا تأمن على نفسك صغير معصية، فلعلك معذب عليه، فليكف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه، وليكن الشكر شاغرا له على معافاته مما ابتلي به غيره {.
ت- ان يكون النقد بأسلوب مناسب
ث- ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
ج- اختيار المكان والزمان المناسبين
يوسف السعدي