تربيــة الأبــنــاء دون تــعــصب

أربعاء, 06/23/2021 - 11:12

توجد العديد من الأساليب التربويّة لتربية الطفل وتصحيح سلوكياته دون اللجوء إلى العنف أو العقاب الجسدي الذي من شأنه الإضرار بالطفل، ومن أهم تلك الأساليب ما يأتي:

يُعدُّ إقرار الأبوين واعترافهم بتصرّفات طفلهما الجيّدة أفضل الوسائل لتشجيعه على مواصلة القيام بها، ويُمكن أن يكون ذلك عن طريق توجيه المدح والثناء إليه عند قيامه بتلك السلوكيات.

يجب على الأبوين ترك مساحة لطفلهما لخوض تجاربه واستنتاج نتيجة تصرّفاته والتعلُّم من أخطائه بدلاً من المبالغة في إسداء النصائح له، وتكون هذه الطريقة ناجحةً عندما لا يُبدي الطفل أيّ اهتمام لما يقوله أبواه ولا يُصغي إلى تحذيراتهما، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنَّ العواقب المُحتملة لتلك السلوكيات لا تُعرّض الأطفال للخطر، فعلى سبيل المثال إذا كسر الطفل لعبته عن قصد فإنَّه سوف يستنتج أنّه لن يكون لديه هذه اللعبة.

الحرمان من بعض الامتيازات: يُمكن تطبيق هذه الطريقة كنتيجة للسلوكيات غير المقبولة، حيث تكون فعّالةً في حال حرمان الطفل من شي يُقدّره، إلى جانب ذلك يجب أن يكون الشيء الذي يُحرَم منه مُرتبطاً بالسلوك الذي قام به بطريقةٍ ما، كما يُراعى أن يكون شيئاً يُمكن حرمان الطفل منه في أقرب وقت بعد إظهاره السلوك غير المناسب، فعلى سبيل المثال إن لم يُكمِل الطفل واجباته في الوقت المُحدّد فيُمكن حرمانه من مُشاهدة التلفاز مساءً.

منح مُهلة من الوقت: من الأساليب التي يُنصح باتباعها عند ارتكاب الطفل لخطأ محدد وهو في عمر السنتين أو أكثر، تركه في مكان ممل بالنسبة له وليس خطراً داخل المنزل لمُدّة دقيقة واحدة لكلّ سنة من عمر الطفل، وتنجح هذه الطريقة مع الأطفال الأصغر سنّاً الذين يشعرون بأنَّ الابتعاد عن والديهم لفترة زمنية فيه حرمان لهم.

تجاهل بعض السلوكيات السيئة: تعتمد هذه الطريقة على التجاهل الانتقائي للسلوكيات السيئة غير الخطرة؛ كالتذمُّر والشكوى، بحيث لا يُبدي الأبوان أيّة ردّة فعل تِجاه أفعال طفلهم ويتظاهران بأنَّهم لا يسمعونه، ثمّ معاودة الاهتمام والانتباه له عند قيامه بالسلوكيات الجيّدة والمُهذَّبة، ويُشار إلى أنَّ الاستمرار بهذه الطريقة ينتج عنه إدراك الطفل بأنَّ السلوك المُهذّب أفضل طريقةٍ للحصول على اهتمام أبويه أو أيّ طلب يُريده منهما.

تعليم الطفل مهارات جديدة: يجب على الأبوين تعليم طفلهما مهارات خاصة وجديدة فيما يتعلّق بكيفية حلّ المشكلات، وإدارة الخلافات، ومبادئ التفاوض والتنازل، الأمر الذي يُساعد على تقليل المُشكلات السلوكية لدى الطفل.

تعليم الطفل ضبط الانفعال والغضب: يجب تعليم الطفل طُرقاً لضبط النفس وتهدئتها عند الانزعاج والغضب بعيداً عن إخفاء المشاعر أو التصرُّف بحَزم، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال العديد من التقنيات الصحيّة للتعامل مع المشكلات والعواطف في الحياة، ومنها تقديم الآباء أنفسهم كقدوةٍ للطفل في ضبط انفعالاتهم.

التواصل مع الطفل قبل تصحيح سلوكه: تكمن أهمية تواصل الآباء الفعّال والمُستمر مع الطفل حتّى أثناء توجيههم له في تحفيز رغبة الطفل في تقديم السلوكيات الجيّدة وإظهار أفضل ما عنده؛ لأن السبب الحقيقي في قيامه بالسلوكيات السيئة يكمن في شعوره بالسوء تجاه نفسه وفقدانه التواصل مع أبويه، فعلى سبيل المثال يُمكن وضع اليد على كتف الطفل والانحناء إلى مستواه والنظر إلى عينيه، ومن بعدها طلب التحدّث معه عن الشيء الذي يُزعجه.

الاحترام المُتبادل: يجب على الأبوين معاملة طفلهما بالطريقة التي يُريدون من الآخرين التعامل بها معه، لذا يتوجّب عليهم الاستماع والتحدُّث إليه بطريقة مُهذّبة والإجابة عن أسئلته.

يقع على عاتق الآباء مُهمة تربية طفلهم وتهذيبه إلى جانب تقديم الحاجات الماديّة الضروريّة والرعاية العاطفية والنفسيّة له؛ من أجل تعزيز جوانب نموُّه البدني، والعاطفي، والنفسي، والمعرفي، والاجتماعي، ممّا يُساعده على الاندماج والتعايش مع الواقع بسعادة وبصورة فعّالة، وتهدف التربية الفعّالة إلى تطوير الانضباط والتهذيب الذاتي لدى الطفل، وذلك من خلال تعليمه وتوجيهه وليس بإجباره على إطاعة الأوامر فقط.

يتضمّن العنف أيّ تعبير مُضطرب عن الغضب والذعر في بيئة غير مناسبة لإظهار تلك المشاعر المتطرّفة، حيث يلجأ العديد من الآباء إلى العُنف كحلّ سريع وفعّال من وجهة نظرهم لتصحيح سلوكيات طفلهم، و بالرغم من أنَّ إتباع أسلوب العنف يُعطي نتائج سريعة لتصحيح السلوك إلَّا أنَّها لا تمتدُّ لفترات طويلة، كما تُشير الدراسات إلى أنَّ له عواقب سيئة على المدى البعيد، حيث ينتج عنه جعل الطفل أكثر عدوانيةً عند شعوره بالغضب، واحتمالية التسبّب في إيذائه، وخلق الخوف لديه من والديه، كما يجعله ذلك يعتقد أنَّ إيذاء الأشخاص أمرٌ مسموح حتّى لو كان يكنّ لهم المحبّة والودّ

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف