تصاعدت المخاوف في تونس، من "انهيار وشيك" للمنظومة الصحية في البلاد، في ظل الارتفاع اللافت بعدد الإصابات بفيروس كورونا، وما نتج عنه من امتلاء أسرة العناية المركزة في جميع مستشفيات البلاد.
وقال رئيس لجنة الصحة في البرلمان، العياشي زمّال، في تصريحات، إن تونس "دخلت مرحلة حرجة، في مواجهة فيروس كورونا، وذلك بسبب تصاعد الإصابات، مقابل نقص المعدات الطبية والتجهيزات اللازمة في أغلب المستشفيات".
وجدد العياشي زمّال، الدعوة إلى "فرض إجراءات الوقاية من كورونا، كونها أهم الحلول العملية لتخفيف الضغط على المستشفيات حتى تتمكن السلطات من التصدي للفيروس".
بدوره، قال الطبيب المشرف على قسم كورونا في مستشفى محافظة باجة شمالي غرب البلاد، بشير الطويهري ”وصلنا إلى مرحلة المفاضلة بين المرضى، بسبب بلوغ أسرة العناية المركزة في المستشفيات أكثر من طاقة استيعابها".
وأضاف بشير الطويهري، في تصريحات صحفية، أن "الأولوية للمعالجة والإسعاف ستكون لمن هم في سن الأربعين فما فوق، وذلك بعد الإقبال غير المسبوق على المستشفيات في الأيام الأخيرة، نظرا لتضاعف الإصابات بفيروس كورونا".
من جانبه، أكد المدير الجهوي للصحة بمحافظة باجة، إلياس عمّار، وجود ”نقص كبير“ في مادة الأكسجين الطبي، الذي يتلقاه مرضى كورونا للمساعدة على التنفس في حالة الاختناق.
يأتي ذلك، في وقت يتداول فيه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة رجل شرطة، يفارق الحياة أمام مستشفى ”ابن الجزار“ بمحافظة القيروان وسط البلاد، بسبب عدم حصوله على جرعة من الأكسجين؛ ما أدى إلى اختناقه ووفاته.
ووجه الرئيس التونسي قيس سعيد، الثلاثاء، بجلب 25 آلة تنفس خاصة بالمستشفيات، من ألمانيا، وذلك لتجاوز أزمة نقص الأكسجين التي تعاني منها أغلب مستشفيات تونس.
وكانت وزارة الصحة، نشرت معطيات إحصائية، الإثنين الماضي، أكدت من خلالها أن نسبة امتلاء أسرة العناية المركزة في المستشفيات التابعة للدولة، قاربت على 90%، وأن كل المستشفيات والمصحات الخاصّة، تواجه إقبالا كثيفا.
وسجلت البلاد مساء الأربعاء رقما قياسيا في عدد الوفيات اليومية بفيروس كورونا، بلغ 116 حالة وفاة، بينما بلغ عدد الإصابات 5921 إصابة، ليرتفع بذلك عدد الإصابات الإجمالي في البلاد إلى 414182، من بينهم 14843 شخصا فارقوا الحياة.