نشر عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي مقتطفات من مقابلته، التي لم تنشرها الصحيفة الأمريكية بلومبيرغ، في 5 يوليو، على قناته على التلغرام، وقد كان الموضوع الأساسي للمقابلة هو الانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا.
وباعتبار مكسيم شوغالي عالم اجتماع ذو خبرة سياسية عميقة، كان هدف الصحيفة الأمريكية معرفة رأيه حول فرصة فوز سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية في حال دعم المشير حفتر ترشيحه.
وأشار شوغالي إلى أن دعم حفتر لسيف القذافي هو شيء من الخيال حيث عندما كان يقوم بإجراء بحث، وجد أن جزءاً كبيراً جدًا من الناس يدعمون سيف الإسلام القذافي في طرابلس وضواحيها. وذلك بسبب الحنين إلى الماضي. أما المشير حفتر يحظى أيضاً بالدعم من شرائح أخرى، لأنه في الأشهر الأولى من الحرب، كان الكثيرون ينتظرون التحرير وإحلال النظام والسلطة. ولكن تحالف حفتر مع سيف يبدو غير مرجحاً اليوم.ذ
ورداً على سؤال مراسل بلومبيرغ حول الإطاحة بنظام معمر القذافي، التي كانت من خلال قوات الناتو وليس نتيجة إرادة الشعب الليبي، يجيب شوغالي أن الأب القذافي كان بالفعل رجلاً عظيماً، مبدعًا عظيمًا وديكتاتورًا عظيمًا بالمعنى السلبي للكلمة.
وكشف شوغالي، أن القذافي كان لديه تناقضات كبيرة مع العديد من النخب المحلية، الذين سئموا من سنوات حكمه الطويلة وأرادوا حرية التصرف، بما في ذلك حرية نهب الثروة الليبية. هناك العديد من الأساطير حول "ذهب القذافي"، حيث قال شوغالي في هذا الشأن: "لكن يمكنني أن أخبرك بيقين 100٪ أن هذا الذهب غير موجود. القذافي احتفظ بأمواله كأموال ليبيا والشعب الليبي حصراً في البنوك، لأنه لم يشك حتى في أن أحد يستطيع سرقتها. تدخلت دول الناتو بشكل غير رسمي في مصير هذه الدولة، وداست عليها في سنوات الحرب، وملأتها بالمجموعات الإرهابية. ويجب أن تتحمل الدول الأعضاء في الناتو مسؤولية الفوضى في ليبيا".
وأضاف شوغالي أن أسوأ ما في الأمر هو أن القذافي لم يُعزل عن السلطة فقط، بل قُتل ونُكّل بجثته، وبعد ذلك تم التفاخر بهذه الصور على فيسبوك ويوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لم تخضع حتى للرقابة.
كما ذكر عالم الاجتماع أن انتصار أي سياسي معين ليس أساسياً لروسيا، سواء كان سيف الإسلام القذافي أو أي شخص آخر. مركدا أن الأولوية هي استقرار الوضع الداخلي في ليبيا وسيادة البلاد. ومن الضروري أن تصبح ليبيا دولة ديمقراطية، حيث لا تنتمي السلطة فيها إلى مسلحين أو مليليشيات في إشارة واضحة إلى ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وتطرق مراسل بلومبيرغ إلى شعبية المشير خليفة حفتر فوفقًا لنتائج استطلاعات الرأي في ربيع عام 2019، تم الاعتراف بحفتر باعتباره السياسي الليبي الأكثر شعبية. حيث تجاوز تقييمه في ذلك الوقت 50٪ - في الوقت الذي كان فيه المشير يستعد لعملية مكافحة الإرهاب لتحرير طرابلس. لقد كان المشير حفتر في نظر الشعب الليبي هو الضامن الوحيد لمستقبل البلاد.
ومن النقاط التي جاءت في المقابلة، امكانية مشاركة سيف الاسلام في الانتخابات المقبلة، والعوائق التي تواجهه في السباق الانتخابي ومحاكمته في لاهاي. أعرب مكسيم شوغالي عن موقفه من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي عبر وصفها بالمنظمة الفاسدة والمتحيزة للغاية فهي تتجاهل جرائم بترو بوروشنكو حول الإبادة الجماعية للروس في دونباس، ولكنها في نفس الوقت مهتمة جدًا بمصير عمر البشير في السودان.