كشفت دراسة جراها فريق بحثي بجامعة الملك سعود أن الإجراءات الحكومية السعودية ساهمت خلال جائحة كورونا بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والتوتر لدى المجتمع السعودي.
الدراسة التي أجراها فريق بحثي بجامعة الملك سعود ممثلاً بكرسي “سابك” لأبحاث وتطبيقات الصحة النفسية برئاسة الدكتور أحمد بن نايف الهادي، وعضوية كلا من الدكتورة خلود بنت محمد المنصور والدكتور محمد بن عبد الرحمن العرابي تهدف لقياس الأثر النفسي لجائحة كورونا (كوفيد-19) على المجتمع السعودي بحسب ما ذكرت صحيفة “سبق” المحلية، نقلاً عن رئيس الفريق البحثي أحمد الهادي.
هذه الدراسة نُشرت في مجلة “BMC Psychiatry” المتخصصة في الطب النفسي، وأكد الهادي أن نتائجها أظهرت أن لجائحة كورونا أثراً نفسياً على المشاركين فيها علماً بأن جمع البيانات كان خلال الأسابيع الأولى من الجائحة، وتحديداً في شهر إبريل 2020، وكان الأثر النفسي من متوسط إلى شديد خلال فترة الجائحة؛ إذ بلغت نسبة أعراض الاكتئاب 21%، وأعراض القلق 18%، وأعراض التوتر 13%، وهي نسب أعلى من المعدل المعتاد في المجتمع.
وتابع الهادي: أظهرت الدراسة أيضاً أن معدل الاكتئاب والقلق والتوتر واضطراب النوم كان أعلى في الفئة الأصغر سناً من عينة الدراسة، وفي الإناث أكثر من الذكور، وكذلك أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية قبل الجائحة.
وأوضحت الدراسة أن هناك علاقة قوية بين عدم تحمُّل المجهول الذي له دور كبير في تطور الأعراض النفسية والاكتئاب والقلق والتوتر واضطراب النوم، وكذلك أثبتت الدراسة وجود علاقة أيضاً بين استراتيجيات المواجهة مثل الإنكار ولوم الذات والاضطرابات النفسية.
وأكّد الباحثون أهمية قيام الجهات المعنية بالصحة النفسية بالاستفادة من هذه الدراسة والدراسات المماثلة لعمل خطة مدروسة لمواجهة الأثر النفسي أثناء الأزمات.
وفي نوفمبر 2020، قال ستيفين تايلور، مؤلف كتاب “علم نفس الأوبئة” إن ما يتراوح بين 10 و15% من الناس، لن تعود حياتهم كسابق عهدها، بسبب تأثير الجائحة على صحتهم النفسية.
ونسمع بين الحين والآخر عدداً من مؤيدي النظام السعودي وهم يفاخرون بما يعتبرونه إنجازاً سعودياً في التصدي لجائحة كورونا، لكن الكاتبة “أمل محمد” في مقالها بصحيفة “صوت الناس” تطرح سؤالا هو: هل بالفعل استطاع النظام السعودي تحقيق إنجاز كما يقول؟
فبينما العالم المتقدم يستند على إحصاءات شفافة لأعداد المصابين وطرق التعامل مع الجائحة، إلا أن النظام السعودي وعدد آخر من البلدان القمعية نجدهم يحرصون على الدعاية والترويج لأنفسهم بعيداً عن السماح بإظهار الحقيقة في ظل انعدام وجود حرية التعبير عن الرأي، وانعدام الشفافية، وقمع كل صوت إلا ما تسمح به السلطات حيث لا صوت غيرها، ولا أحد يستطيع نقضه.
وحتى لو أعلن النظام السعودي القضاء على الجائحة وظلت المستشفيات والبيوت تعج بالمرضى فإن العاملين أو الأطباء أو المطلعين لا يستطيعون قول الحقيقة.. وهنا: ما قيمة الكلمة إذا لم تكن موثوقة؟ وكيف نتعامل مع الأرقام والأخبار وكأنها حقيقة في حين أن مصدرها غير موثوق؟ فمصدرها هي السلطة ذاتها التي عودتنا على إنكار الحقائق وإخفاء المعلومات، ويصدقها العامة في بعض الأحيان أو غير العارفين بحال بلادنا.
وعودة للحديث عن الإنجاز، فإننا نجد أن بعض الشعوب المقموعة يفاخرون ببلدانهم وهم يرونها خارج مشهد الاختراع والاكتشاف والإنجاز الحقيقي، والسؤال: ما المانع أن نكون نحن من بين الدول التي تخترع وتكتشف الأدوية واللقاحات؟ ماذا ينقصنا؟ المال موجود والكوادر يفترض أن تكون موجودة؟ فما الذي ينقص غير الشفافية والعمل باجتهاد والحد من الفساد والقمع للمنتجين؟ كيف قرروا أنهم قد حققوا إنجازاً ونشروا عن ذلك وهم لم يقدموا اختراعاً ولم يساهموا في الكشف عن طرق مقاومة الوباء،