كَم كُنتُ اُحُبُ الحَياة . حتى بَدأتُ أرى صُوراً مِن المَجوس . مُقَززَة تَشمَئِزُ مِنها النُفوس . وتَقشَعِرُ مِنها الأبدان كَقِصَتي عَن هذا الذي يُسمى إِنسان . حَيرتني لان فيها تَناقُضات غَريبة عَجيبَة . فنَحنُ مِن خلال شاشات البرمَجة الدينية والأخلاقية والنفسية ( التِلفاز ) التي مَرَرَت عَليَّ أفلام ومُسلسلات هُليوصِفيونية عَرضت راقِصات مِنهُنَ ما أُشتُهِرَ وخَفَّ ظَلامها وأخرى طالَ فيها المَقام حَتى أطلقوا عليها ( مَدام ) والبعضُ نالت أوسمَة وحازَت على ألقاب مِثل ( الأم المِثالية ) وهي الآن رَمزاً مِن رُموز الجاهِلية .
نَحفَظُ اسمائَهُنَ . لكن لا احد يَعرفُ الطَبَّال ؟
شُهرتها تأتي مِن طَرقات يَدَيهِ التي تَدفَعها للإبداع السَلبي ... الايجابي بِنَظر الكثيرين ممن يُسمون العُهر فناً وإنجازاً راقياً حَتى إنَهُم مَنَحوهُ الإتِجاه فأطلقوا عَليهِ الشَرقي . واليوم رأيتُ أحد الشَواذ يَرتقي المَسرح . ليُقدِم لقطات تَشبه أفعال الفنانة آنِفَة الذِكر ويُهدد ويتَوعد ويأمرُ بالتَغيير والناسُ تتَرقب في صَمت كَبير وَيَتبعوهُ دونَ تَفكير . غَني وفَقير . رغم انهُ لا يُساوي قِطمير .
دَعوهُ وابحثوا عن الطَبَّال فالأمر مَطبوخ عِنده وهو الذي يُغَير الحال وأبقوا نِيام حتى يأتي شَهر الصِيام وتُهرولوا لصَلاة القِيام فمُقتدى سَيصبِحُ الإمام ويَجمعكُم على الحُب والوِئام وهذا آخر ما سَتشاهدونَهُ منَ الأفلام وتُصدقوهُ مِن الأوهام ياسادتي الكِرام .
مَحمود الجاف