من منطلق أن الحركة العلمية حركة بشرية تنتج عن تدافع الأفراد و تفاعلات المجتمع و تداخلات الحياة ، و على أساس أنها أصبحت المشكل الرئيسي لملامح المجتمعات الحديثة و المحدد الأول لرفاه المجتمع و قدراته الإنتاجية التنموية ، فإن التوعية العلمية و هي الممارسة الفاعلة في نشر الثقافة العلمية تطمح إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية و ذلك كما يلي :
. تهيئة تربة خصبة لإنتاج علماء و كفاءات و كوادر قادرة على الممارسة العلمية و الإبداع التقني فالقاعدة الجماهيرية العريضة المتفاعلة مع الفكر و المتواصلة مع الحركة العلمية هي بطبيعة الحال منبت المواهب و مستودع القدرات.
توفير الشفافية العلمية التي تيسر على الفرد ماهية الفكر العلمي و عمومياته ، و مواكبة تطوره و استيعاب التقنيات ليستفيد منها أقصى استفادة ممكنة و يتعامل معها وفق ضوابطها و شروطها في ممارسة رشيدة و إدراك حقيقي لمتطلبات الحياة المعاصرة .
تطوير القدرة لدى قاعدة واسعة من الأفراد على فهم المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية و الفكرية المرتبطة بالعلوم و التقنية ، و السعي إلى الإسهام في المشاركة في اتخاذ القرارات المرتبطة باختيار التقنيات ، و مواكبة المستجدات ة المتغيرات ، و تحديد البدائل و تنظيم الممارسات العلمية و تهيئة الأنماط الاجتماعية و المؤسسية القادرة على التفاعل بإيجابية مع طوفان الحركة العلمية و التقنية العارم.
تهيئة مناخ من الرأي العام متعاطف مع الحركة العلمية و داعم لمجابهة الانطباعات الانفعالية و ردود الفعل السلبية التي تلوث مناخ الثقة و الألفة اللازمة لنمو الحركة العلمية و تغلغلها بشكل طبيعي في نسيج البيئة الاجتماعية..
وعندما نركز عل أهمية جعل الثقافة العلمية مكونا رئيسيا من مكونات الثقافة العامة للفرد العربي ، فإن ذلك ينبثق عن ضرورة إعداد الفرد العربي ليعيش في عصره بكل تحدياته و أبعاده و أفاقه ، و لا شك أن عملية نقل التقنية و توطينها و هي هاجس قديم متجدد لدى الدول النامية ، تصبح قضية خاسرة إذا لم تتدثر بدثار الثقافة العلمية و لم تتضامن مع انطلاقات الوعي العلمي ، و لم تفلح في القضاء على ظاهرة الأمية .
أما التنمية الاقتصادية ، و هي مطلب حيوي تسعى إليه كل المجتمعات فإنها لن تتحقق لأي أمة إذا لم تنشأ فيها إطارات بشرية و فنية منتشرة على ساحات العمل و مواقع الإنتاج تستمد عطاءها من فهم واع لمضامين الحركة العلمية و يشحذ هممها تحد متجدد في خطى تقنية متسارعة ، و تزود مجتمعاتها بخطط مدروسة و إبداعات متلاحقة تنعكس في صورة حقيقة للرفاه و التطوير و النشاط .
إن معيار التقدم في المجتمعات الحديثة اليوم هو مدى استيعاب مواطني ذلك المجتمع للعلوم والتقنية وكفاءاتهم في التفاعل معها بكل بساطة كما أن القدرة على المنافسة في عصر العولمة تعتمد على التفوق العلمي الذي يحتاج إلى تواصل ودعم ومشاركة من المواطنين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم، ولن يتأتى ذلك إلا إذا استطاعت هذه الفئات أن تتكيف مع متطلبات الحركة العلمية.. وتستوعب حقائقها وتفهم مضامينها وتتفاعل مع عمومياتها وتهضم مسلماتها، وهذا يقود بالضرورة إلى بوابة الثقافة العلمية.
ومن منطلق أن الحركة العلمية حركة بشرية تنتج عن تدافع الناس وتفاعلات المجتمع وتداخلات الحياة، وعلى أساس أنها أصبحت المشكل الرئيس لملامح المجتمعات الحديثة والمحدد الأول لرفاه المجتمع وقدراته الإنتاجية التنموية، فإن التوعية العلمية وهي الممارسة الفاعلة في نشر الثقافة العلمية تطمح إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسة وذلك كما يلي:
ـ تهيئة تربة خصبة لإنتاج علماء وكفاءات وكوادر قادرة على الممارسة العلمية والإبداع التقني فالقاعدة الجماهيرية العريضة المتفاعلة مع الفكر والمتواصلة مع الحركة العلمية هي بطبيعة الحال منبت المواهب ومستودع القدرات.
ـ توفير الشفافية العلمية التي تيسر على المواطن ماهية الفكر العلمي وعمومياته .. ومواكبة تطوره واستيعاب التقنيات ليستفيد منها أقصى استفادة ممكنة، ويتعامل معها وفق ضوابطها وشروطها في ممارسة رشيدة وإدارك حقيقي لمتطلبات الحياة المعاصرة.
ـ تطوير القدرة لدى قاعدة واسعة من الناس على فهم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية المرتبطة بالعلوم والتقنية ، والسعي إلى الإسهام في المشاركة في اتخاذ القرارات المرتبطة باختيار التقنيات ومواكبة المستجدات والمتغيرات وتحديد البدائل وتنظيم الممارسات العلمية وتهيئة الأنماط الاجتماعية والمؤسسية القادرة على التفاعل بإيجابية مع طوفان الحركة العلمية والتقنية .
ـ تهيئة مناخ من الرأي العام متعاطف مع الحركة العلمية وداعم لمجابهة الانطباعات الانفعالية وردود الفعل السلبية التي تلوث مناخ الثقة والآفة اللازم لنمو الحركة العلمية وتغلغلها بشكل طبيعي في نسيج البيئة الاجتماعية .
وعندما نركز على أهمية جعل الثقافة العلمية مكوناً رئيساً من مكونات الثقافة العامة للمواطن العربي ، فإن ذلك ينبثق عن ضرورة إعداد المواطن العربي ليعيش عصره بكل تحدياته وأبعاده وآفاقه ، ولا شك أن عملية نقل التقنية وتوطينها وهي هاجس قديم متجدد لدى الدول النامية ، تصبح قضية خاسرة إذا لم تتدثر بدثار الثقافة العلمية ولم تتضامن مع انطلاقات الوعي العلمي ، ولم تفلح في القضاء على ظاهرة الأمية العلمية.
أما التنمية الاقتصادية، وهي مطلب حيوي تسعى إليه كل المجتمعات فإنها لن تتحقق لأي أمة إذا لم تنشأ فيها كوادر بشرية منتشرة على ساحات العمل ومواقع الإنتاج وقاعات ( صنع القرار ) تستمد عطاءها من فهم واع لمضامين الحركة العلمية ويشحذ هممها تحد متجدد في خطى تقنية متسارعة ن وتزود مجتمعاتها بخطط مدروسة وإبداعات متلاحقة تنعكس في صورة حقيقية للرفاه والتطوير والنشاط الاقتصادي.
وهناك أسباب تدعو إلى الاهتمام بالثقافة العلمية أهمها ما يلي:
التسارع المذهل في الاكتشافات العلنية والابتكارات التكنولوجية:
لقد عم المجتمع العالمي المعاصر ثورة علمية تقنية جعلته يتسم بالتسارع المذهل في الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية التي تمثل أحدى سمات الحادي والعشرين، فهناك تسارع في المواصلات والاتصالات واستحداث الأقمار الصناعية وإنتاج الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية والطاقة النووية، وإنتاج أجهزة ومعدات أكثر تطوراً مثل الصناعة بمساعدة الكمبيوتر والحاسبات الآلية، وابتكار أجهزة تقنية لها القدرة على توليد صور ثلاثية الأبعاد كما أصبحت كثير من السلع تعتمد على إنتاج المعارف ومعالجتها وتخزينها ونقلها والاستفادة منها.
الطبيعة الاقتحامية للتقنية:
تقتحم التقنية المجتمعات سواء كانت تلك المجتمعات في حاجة إليها أو غير مرغوب فيها، وذلك بسبب ما تقدمه من سلع وخدمات جديدة أو ما تولده من حاجة إلى سلع جديد أو خدمات، وما تقدمه من ابتكارات جديدة كل يوم تتسم بجودة الأداء وربما تتسم بالرخص وقد تكون أصغر حجماً أو تكون أقل استهلاكاً للطاقة مما يولد الحاجة إليها وتزايد الطلب عليها.
ولا يستطيع أي مجتمع من المجتمعات في عصر التقنية أن يستغني عن ما تنتجه في كافة المجالات وبصفة خاصة في مجال الاتصالات والحاسبات الآلية والمعلومات فإن أي مجتمع يحتاج إلى تنمية وأي تنمية تحتاج إلى تقنيات حديثة ، ولذلك فإن المجتمع يجب أن يعد أفراده للتعامل مع هذه التقنيات حتى يستطيع أن يلحق بركب التقدم.
تأثير التقنية على العمالة:
أظهرت العديد من الدراسات والبحوث أن أي تقدم علمي وتقني يسهم في تقليل الحاجة إلى العمالة اليدوية، سواء كان هذا في مجال الزراعة أو الصناعة، وينتظر أن تقل الحاجة إليهم وتكتفي بما يعادل 10% فقط من مجموع العمال، وحتى هؤلاء سيكون معظمهم من العمال ذوي المهارات العالية أو الفنيين وقد أشارت إحدى الدراسات التي أجريت في كندا إلى أن 420 ألف كندي عاطل عن العمل، في حين توجد أكثر من 600 ألف وظيفة شاعرة تطلب مهارات علمية وتقنية لا تتوفر في هؤلاء العاطلين عن العمل.
ولا يختلف الأمر كثيراً في العالم العربي عن هذا الوضع، فبينما تزداد البطالة توجد وظائف شاغرة تحتاج إلى عمالة ماهرة تملك القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة، ومن هنا تبرز أهمية التنور التقني كمطلب ضروري لتحقيق أهداف التنمية الوطنية.
الحاجة المتزايدة إلى الحديث والجديد
نظراً لأن التقنية الجديدة عادة ما تكون أكثر تقدماً وأكثر تعقيداً فقد أدى ذلك إلى حاجة أفراد المجتمع إلى كل ما هو جديد أو حديث والتخلص من القديم وهذا الجديد أو الحديث من تقنيات مختلفة يحتاج إلى أفراد لديهم قدرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة.
الحاجة إلى المعلوماتية:
أصبح العصر الحالي يسمى بعصر المعلوماتية حيث زاد الطلب كثيراً على المعلومات ومع سهولة الاتصال اللحظي أصبح للمعلومات قيمة عالية سواء لحل المشكلات أو للتبادل وأصبحت أكثر الأجهزة والمعدات في الدول المتقدمة وكثير من الدول النامية تعتمد على أجهزة استشعار وتحكم وتشغيل دون تدخل الإنسان ولكن بالاعتماد على المعلومات المنقولة التي تعمل بذكاء ووصل الأمر إلى حشد تشخيص الأعطال بواسطة هذه الأجهزة الذكية بما يطلق عليه الذكاء الاصطناعي الذي يحاول تقليد تصرف الإنسان. وتحتاج كل هذه المستجدات والمستحدثات إلى فرد لديه تنور علمي يستطيع التعامل معها والاستفادة منها دون خوف أو تردد بل والمشاركة في إنتاجها إن أمكن ذلك
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.