الرئيس التركي في قطر للاجتماع سريا مع المتهم بقتل خاشقجي من أجل انقاد بلاده من تعميق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مؤخراً ، مادام ولي العهد السعودي مستعد لضخِّ الملايير من الدولارات على شكل استثمارات تجعل ما حلَّ بموطن أردوغان أن يتبدَّد ، على غرار ما فعلته دولة قطر والامارات العربية المتحدة ، طبعاً المقابل واضح يجنى من خلاله إبعاد تركيا عي تأجيج العالم كي لا يظلّ مطاردا من شبح ذاك الفاعل المروع والفظيع الذي قُطِّعَ خلاله ذاك الصحفي السعودي بمنشار الغدر دون شفقة أو رحمة داخل سفارة المملكة العربية السعودية باسطنبول من جهة ، والاحتماء بنفس الدولة التركية اتقاء أي انتقام إيراني وارد عاجلا أو آجلاً مُراده زعزعة استقرار المملكة وتنغيص حياتها مهما كان المجال براً جواً أو بحراً ، خاصة وتركيا تلعب نفس الدور الذي تلعبه ايران على صعيد منطقة الشرق الأوسط ، بل تقف الواحدة للثانية الند للند ، لكسب حضور قوي منفرد داخل تلك المساحة القائمة على توتر متصاعد قابل للانفجار الشامل في وقت تكون ايران قد أنهت موضوع سلاحها النووي بنجاح يقضّ مضجع الولايات المتحدة الأمريكية في الدرجة الأولى متبوعة بدولة إسرائيل التي لا تتمنَّى أن يصل ذاك اليوم الذي يجعل من تسريع زوالها واقع لا مفرّ منه ، اللهم إن غيرت موقفها بالتقرُّب لإيران وفق مخطٍّطٍ محتفظ به لدى جهة النفوذ الأعلى المُوَجِّه عن بُعْدٍ تلك الدولة العبيرية لمواجهة مخاطر المستقبل المتضمّن التحولات الجوهرية بما يجعل بقاءها لأهداف لن تمانع ايران في جعلها حقائق ملموسة على أرض الواقع ، ما دامت بها تتزعَّم ما حلمت بزعامته انطلاقاً من تربُّع الخميني على كرسي الحكم بعد عودته من باريس بضمانات فرنسية تساعده للأقصى حتى يتمكَّن من تصريف شؤونه الداخلية وتدبير الاعتراف بنظامه على الصعيد الخارجي .
الرئيس التركي في "قطر" مهما تحجّج تحت أي غطاءٍ لن يفلحَ في إخفاءِ رغبته الحصول على المزيد من الأموال لإبعاد بلده من أصعب حالة ضربت عملتها ، بما سبَّب لها ارتباكاً يحتاج لترميم مادي مُكثف عساها تستعيد عافيتها ، وما دول الخليج العربي الثلاث إلاَّ المسلك الأكثر قابلية لإدراك ذاك المُبتغى الميسور إدراكه ، في الوضعية الآنية المسيطرة عليها بسبب ما أرادته الولايات المتحدة الأمريكية ، التَّقليل من أهمية وجودها كحارسة لبقاء بعض أنظمة استهلكت الشطر الأكبر مما لديها ، سبيل الاحتفاظ بمظاهر لم تعد تواكب الألفية الثالثة ، وعليها أن تواجه مصيرها خارج الغلاف الجوي الأمريكي إن صح التعبير ، إذ مِن سُنًنِ الحياة التغيير ، والأخير يقتضي الاستعداد المُبكِّر لمواجهة ذاك التغيير ، بما يتوفَّر من قوة تغطي الاحتياجات المطلوبة مادياً واقتصاديا ، وبالتالي الوصول بالتطوُّر المبتكر لوسائط إحداث التكنولوجية الفاتحة لكل المعابر المعروفة والمجهولة ، كما تفرض ذلك عقلية المستقبل ، مِن مزج الأضداد بمصالح توقف أي انفجار بين أقوياء الأرض الحاصلين على ما يفوق "الفيتو" بمراحل ، في آخر زمانها البادية مؤشراته كفيروس "كورنا" مِن خطر لخطير فأخطر يتبلور لأَجَلٍ مُعيَّن ، والواقع في أوربا مِن تزايد بعض دولها الكُبرى في حصد المزيد من الضحايا سوى إشهار تلقائي لقُرب نهاية ذاك الزمن السالف الذكر.
... اللقاء السري بين أردغان وولي عهد المملكة العربية السعودية سيترك الأول مُدشّناً بداية نهاية لمعان نجمه حيث ضباب منع الرؤية ، يجعله يصطدم بالمدافعين عن حقوق الإنسان في كل مكان ، فملَف المُغتال فوق تراب وطنه لن يُحرَق بمثل الطريقة المبطنة بتبادل العناق مع مسؤول عمَّا جري و لا زالت العدالة الدولية مطالبة بإنصاف ذاك الصحفي الشهيد .
مصطفى منيغ