(وكالة العرب....نوال البلغيتي) تفيد عدة معطيات أن تدبير عملية تموين الداخليات والمطاعم المدرسية بالمواد الغذائية داخل إقليم الحسيمة قد طالتها تجاوزات خطيرة يمكن أن يرقى تكييفها القانوني إلى فعل جرمي؛ حيث يتم توزيع مواد غذائية تخالف تماما -في جودتها واثمنتها- تلك المنصوص عليها في دفتر التحملات الخاص بالصفقة.
واكدت عدة مصادر متطابقة من الوسط التعليمي والتربوي بالاقليم ان نائل الصفقة يقوم بتموين الداخليات والمطاعم المدرسية بمواد غذائية اقل جودة؛ وبالتالي اقل ثمنا؛ من تلك المواد التي التزم بها في دفتر التحملات مما يعني تقديم وجبات رديىئة للتلاميذ المعنيين ببرنامج الدعم الاجتماعي.
واستغرب العديد من متتبعي الشأن التعليمي والتربوي بالاقليم صمت الجهات الوصية؛ وعدم تفاعلها الايجابي مع الشكايات التي توصلنا بها في الموضوع اولا بفتح تحقيق وثانيا اتخاذ الاجراءات المتعينة وترتيب الاثر القانوني المناسب لهذا الجرم الذي يمس فئات اجتماعية فقيرة وداخل اوساط جغرافية تتسم بالكثير من الهشاشة.
وفي سياق متصل لم تخفي بعض الجمعيات والفعاليات المدنية المهتمة بمجال التعليم والتربية تخوفها الشديد من ان يكون صمت المسؤول الاول عن تدبير القطاع التعليمي ومعه مصلحة إعداد وتنفيذ الصفقات يخدم المصالح الشخصية للايادي الفاسدة وللعابثين في مصير المئات من التلميذات والتلاميذ بالعالم القروي.
واكدت مصادر متطابقة أن نائل هذه الصفقة -التي تتجاوز خمسة ملايين درهم- سبق ان قام بنفس الشيء بكل من الرباط؛ وجدة وتازة وهناك نيابات تعليمية الغت معه الصفقات فيما وضعته اخرى ضمن اللائحة السوداء بسبب نفس الافعال المعهودة فبه والمتمثلة في التلاعب وسوء تنفيذ بنود هذا النوع من الصفقات والاتفاقيات.
وطالبت عدة فعاليات مدنية ومن الوسط التعليمي والتربوي بالحسيمة بضرورة تدخل الجهات المعنية في شخص عامل الإقليم وفتح تحقيق عاجل في الموضوع حماية لمصالح الناشىة والحد من الهدر المدرسي وتفعيلا للعمليات الاجرائية الواردة في المذكرات الوزارية الذات الصلة بهذا الشأن.
وارتباطا بالموضوع تلتمس بعض جمعيات آباء وآولياء التلاميذ من السيد الوزير والعامل باجراء تدقيق مفصل لمقتضيات دفتر التحملات لهذه الصفقة بشكل يراعي متطلبات الجودة وتحديد الزمن المناسب لتفعليها تفاديا لتكرار تعثر انطلاق موسم دراسي مقبل كما حصل هذه السنة.
بدورها بعض النقابات اوضحت أنه يجب فتح تحقيق في الموضوع والكشف عن المتورطين تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وتحقيقا للشفافية والحكامة الجيدة؛ حيث بات مطلب تخليق الحياة المدرسية مدخلا اساسيا لتنزيل الرؤية الاستراتيجية لاصلاح منظومة التربية التكوين.
