يشكل الحوار الوطني الذي افتتح يوم الخميس الماضي فرصة لاستعراض المنظومة الانتخابية المعتمدة لاستكشاف أوجه الخلل والنواقص التي تعتريها لتتم معالجتها من خلال الإصلاحات التي ستتضمنها مخرجات هذا الحوار.
وتستعرض هذه الورقة حالة انواكشوط، العاصمة السياسية وواجهة البلد والمركز الحضري الذي يعكس الوزن الحقيقي لمختلف تشكيلات الطيف السياسي.
أولا: تمثيل انواكشوط على ضوء القانون الانتخابي الحالي
1- من حيث النواب: يعتبر النظام الانتخابي الحالى انواكشوط دائرة انتخابية واحدة ممثلة ب 18 نائبا، ينتخبون عن طريق الاقتراع النسبي مما يتيح لأي كيان سياسي أو حتى اجتماعي ترشيح لائحة لا تستند على تمثيل موضوعي في أي من مقاطعات انواكشوط 9 مستعيضة عن ذلك بالحصول على قدر من الاصوات مجمعة من نسب قليلة في المقاطعات اعتمادا على علاقات خاصة أو عبر شراء الذمم.
2- من حيث الشيوخ: تنقسم انواكشوط إلى ثلاث دوائر انتخابية تمثل كل منها بثلاثة مقاعد، وتتداخل فيها الولايات الثلاث وهي:
▪ تفرغ زينة وتوجنين وتيارت
▪ لكصر والميناء ودار النعيم
▪ السبخة وعرفات والريا ض.
3- ومن حيث البلديات: فلكل مقاطعة من مقاطعاتها التسع مجلس بلدي؛ بالإضافة إلى المجموعة الحضرية التي تستحوذ على جل الإمكانات المالية والصلاحيات على حساب البلديات المشكلة لها.
ثانيا: أوجه الخلل في النظام الانتخابي المعتمد الان في أنواكشوط
لقد أظهرت التجربة العديد من العيوب والإختلالات المترتبة على النظام الانتخابي المعتمد حاليا في أنواكشوط، نعدد منها ما يلي:
- في الوقت الذي يقطن أنواكشوط ما يقارب ثلث سكان البلد فان تمثيلها في الجمعية الوطنية هو 18 نائبا من أصل 146 وهو ما يمثل نسبة 12% فقط من أعضاء الجمعية الوطنية؛
- اعتبار انواكشوط دائرة واحدة قائمة على النسبية يفسح المجال أمام كل من هب ودب لترشيح لوائح قد لا تستند على أي تمثيل موضوعي متكلا على وسائل التأثير غير النزيهة، مما يشتت ناخبي الأحزاب العتيدة التي تبذل جهودا في التأطير السياسي على المدى الطويل ويقلل حصتها من التمثيل؛
- كون انواكشوط دائرة انتخابية واحدة تمثل من خلال النظام النسبي يخفف حظوظ الأحزاب السياسية في التمثيل لصالح الكيانات الصغيرة واللوائح المشكلة بشكل ظرفي؛
- يترتب على ما سبق ضعف أو انعدام تمثيل الفاعلين السياسيين في البرلمان مما يولد شعورا بالغبن والتهميش لديهم ولدى ساكنة العاصمة عموما؛
- هذه الوضعية المختلة تخلق فراغا كبيرا في طواقم تأطير المقاطعات بالنسبة للأحزاب السياسية، بسب عدم وجود منتخبين على صلة بناخبيهم على غرار ما هو الحال في مقاطعات الوطن الأخرى.
ثالثا: اقتراح لتصحيح الخلل
لسد النواقص والثغرات المبينة أعلاه، نقترح أن تكون كل مقاطعة من مقاطعات انواكشوط التسع دائرة انتخابية مستقلة، يتم تمثيلها حسب عدد سكانها ووفق النظام الانتخابي الذي يحدد عدد المنتخبين وطريقة انتخابهم على غرار بقية مقاطعات الوطن.
مع العمل على تعزيز إمكانيات المجالس البلدية وتوسيع صلاحياتها التنموية والخدمية.
وتجب مصاحبة هذا التمثيل الانتخابى بتمثيل فى المناصب الإدارية على غرار باقى الولايات لتكتمل عناصر تأطير السكان.
رابعا: النتائج المتوخاة من هذا الاقتراح
ينتظر أن تترتب على هذا الاقتراح العديد من الفوائد التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تمثيل منصف لسكان مقاطعات انواكشوط، لينالوا بذلك حقوقهم في التمثيل على غرار باقي ساكنة مقاطعات الوطن؛
- إعطاء جدية للترشحات بحيث لا يتطلع لولوج الجمعية الوطنية إلا الأحزاب ذات التواجد الفعلي؛
- تعزيز فرص الأحزاب الموجودة والمستندة على قواعد شعبية وأرصدة نضالية؛
- تقوية حظوظ الأحزاب السياسية ذات الوجود الفعلي في الحضور داخل البرلمان على حساب الكيانات الصغيرة واللوائح المشكلة حسب الظرفية بدون توجه سياسي واضح؛
- رفع حجم تمثيل الأحزاب السياسية التى تنعقد عليها آمال القواعد الشعبية العريضة فى حل مشاكل المواطنين؛
- تمكين الأحزاب السياسية الفاعلة من تقوية طواقم تأطير منضاليها، وإيجاد فاعلين على تواصل بالسكان يتعرفون على مشاكلهم ويسهرون على إيجاد حلول لها.
الموقعون
الإسم الكامل المسؤولية
1- احمد جدو ولد الزين فاعل سياسى
2– السالك ولد جدو فاعل سياسى
3- مدينا جاه فاعلة سياسية
4- إسلم ولد محجوب فاعل سياسى
5- فاطمة بنت عبد المالك عمدة تفرغ زينه
6- انكيدا لامين كايو وزير سابق
7- با مامادو صامبا فاعل سياسى
8- محمد ولد لغظف محامى فاعل سياسى
9- محمدو ولد محمد السالك أستاذ فاعل سياسى
10- سيد محمد ولد خيد عمدة توجنين
11- نور الدين سيدى عالى فرانسوا فاعل سياسى
12- احمد ولد مريد فاعل سياسى
13- احمد ولد اسقير فاعل سياسى
14- ابراهيم ولد البح فاعل سياسى
15- الشيخ باي لى فاعل سياسى
16- بنيوك احمد بنان فاعل سياسى
17- محمد ولد مولاي فاعل سياسي.
18- اعمر ولد محمد ولد اعمر فاعل سياسى شبابى
