كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية” عن استثمار صندوق الثروة السيادية الأسترالي أكثر من 90 مليون دولار في شركة “رايثيون” لتصنيع الأسلحة، والتي استخدمتها السعودية في قصف مدينة صعدة اليمنية قبل أيام.
وأوضحت الصحيفة أن الصندوق الأسترالي استثمر عشرات الملايين من الدولارات في شركة “رايثيون تكنولوجيز” لتصنيع الأسلحة، التي يُقال أن قنبلتها الموجهة بالليزر استخدمت في غارة جوية على مركز احتجاز في اليمن هذا الشهر مما أسفر عن مقتل 90 يمني تقريبًا.
وتظهر الوثائق التي تم الإفراج عنها بموجب قوانين حرية المعلومات أن صندوق الثروة السيادي المذكور الذي يستثمر نيابة عن الحكومة الأسترالية، قد بدأ في استثمار تلك الأموال منذ بدء ديسمبر من العام الماضي.
من جهتها، تقول منظمة العفو الدولية إن قنبلة موجهة بالليزر قد استخدمت في هجوم شنه التحالف الذي تقوده السعودية على مركز اعتقال في صعدة في شمال غرب اليمن في 21 يناير، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 91 شخصًا وإصابة 200 آخرين، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ حادث يسقط بين المدنيين في السنوات الثلاث الماضية في اليمن”.
فقد حدد خبراء الأسلحة في المنظمة الحقوقية، الذين حللوا صور بقايا السلاح المستخدم في الهجوم، على أنها قنبلة من طراز GBU-12، وهي قنبلة موجهة بالليزر سعة 500 رطل تصنعها شركة “ريثيون”.
ويتحكم صندوق المستقبل بنحو 200 مليار دولار من الاستثمارات التي تتم نيابة عن الحكومة الأسترالية، بما في ذلك استثمار التقاعد لموظفي الحكومة في سيدني.
ومع ذلك، يسعى مشروع قانون حكومي معروض حاليًا على البرلمان إلى حماية صندوق المستقبل من طلبات حرية المعلومات، وإعفاء الصندوق من الإفصاح عن أي تفاصيل حول أنشطته بما في ذلك معلومات حول الشركات التي استثمر الصندوق فيها أمواله.
من جهتها، قالت روان عراف، المديرة التنفيذية لـ”المركز الأسترالي للعدالة الدولية”، إن صندوق المستقبل يتجاهل الجهود المبذولة لمحاسبته وأن التشريع المقترح كان محاولة نشطة لتقويض الشفافية حول الأموال العامة.
وقالت: “يجب على صندوق المستقبل مراجعة محفظته بالكامل على الفور وسحب استثماراته من شركات الأسلحة وتلك الكيانات التي تساعد وتحرض على الجرائم الدولية كما حدث في دعم الحرب السعودية في اليمن”.
وتعد “رايثيون تكنولوجيز” من بين أكبر 200 شركة عملاقة في مجال الأسلحة.
وتسببت الحرب المستمرة في اليمن التي دارت رحاها منذ عام 2015 بقيادة التحالف الذي تقوده السعودية بخسائر فادحة في اليمن.
وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب أدت إلى مقتل 377 ألف شخص بحلول نهاية عام 2021 بشكل مباشر وغير مباشر من خلال الجوع والمرض.
