في أحد المقاطع التي بُثت على موقع "يوتوب"، استنجدت خادمة بالملك المغربي حتى يعيدها إلى البلاد، وقالت إنها تموت ببطء في مدينة الرياض، عاصمة السعودية، بسبب التهديدات التي تتلقاها من طرف مشغليها هناك، مضيفة أنها لا تستطيع حتى التواصل مع أسرتها بالمغرب.
وأوردت المشتكية ذاتها أنها تخشى أن تقتلها العائلة التي تشغلها بالسعودية وتدفنها دون أن يعلم أحد، وفق تعبيرها، موضحة أنها قدمت إلى تلك البلاد عن طريق فتاة غادرت بيت الأسرة هناك، وعوضتها في العمل كخادمة، لتجد نفسها مهددة ومحتجزة، وتخاف من أن يتهمها مشغلها بأي شيء.
وبحسب الخادمة، فإنها لجأت إلى السفارة المغربية بالرياض أكثر من مرة، ولم تجد حلا رغم اتصالاتها بمصالحها، لتضيف أن كل ما قيل لها أن تعمد إلى الهرب من تلك الأسرة، مضيفة أنها لا تدري أين تفر بجلدها، قبل أن تطلب نجدة الملك سلمان، عاهل المملكة العربية السعودية.
من جهتها، أطلقت خادمة مغربية أخرى تدعى نادية فتيحة تسجيلا على مواقع التواصل الاجتماعي، تطلب فيه من الملك محمد السادس، ومن نشطاء "فيسبوك"، وجمعيات حقوق الإنسان، إنقاذها من الوضعية التي تعيشها في مدينة جدة السعودية، حيث تعمل خادمة لمساعدة أسرتها البدوية الفقيرة.
وبحسب المتحدثة التي كانت تذرف الدموع، فإنها اضطرت إلى نشر "الفيديو" حتى تصل شكواها إلى من يهمهم الأمر، مبينة أنها تعيش "مأساة إنسانية فظيعة"، لكونها توجد حاليا "شبه متشردة" منذ أزيد من ثلاثة أشهر، تعيش على صدقات المحسنين في الحرم المكي، لتطلب في الأخير إرجاعها إلى الوطن.
موقف السفارة المغربية
السفارة المغربية بالرياض ردت بـ"استهجان" على الفيديوهات واتهمت مواطناتها "المستغيثات" بالكذب والخداع و "التآمر على الروابط بين الشقيقتين السعودية والمغرب".
ونقلت صحيفة "هسبرس" عن مصدر مسؤول من داخل السفارة المغربية بالرياض قوله، إن "الأمور أصبحت تأخذ منحى شبه منظم ومقصود، وعلينا أخذها محمل الجد بسن إجراءات صارمة لحماية العلاقة الأخوية والحميمية للشعبين الشقيقين، خاصة في موضوع التأشيرات".
وأورد المصدر الدبلوماسي الذي فضل عدم كشف هويته، أن ما يجري "حملة موجهة ضد السفارة والقنصلية بالسعودية، تقف وراءها كتائب منظمة في إطار مجموعات على فيسبوك، والهدف منها نسف كل المكتسبات التي حققتها قنصلية المملكة بجدة في هذا المجال"، بتعبيره.
وأكمل المصدر ذاته بأن "التعليقات حول الخرجات الكاذبة من هذا النوع على مواقع التواصل الاجتماعي تثير بلبلة وشتائم وحقدا لدى بعض العقول الضعيفة"، مسجلا ملاحظة هامة تتمثل في أنه "لا توجد شكايات على يوتيوب من الإمارات أو البحرين، ولا حتى من قطر أو الكويت"، ومشددا على أن "الحل بيدنا لنقطع رأس الأفعى ونهتم بما هو أجدى" وفق تعبيره.
واتهم المتحدث السيدة فتيحة بكونها أهانت موظفي المصلحة الاجتماعية بالقنصلية، وترفض التعاون معهم، متشبثة بعودتها إلى المغرب دون مخالصة من كفيلها الذي يطالبها بـ3000 آلاف ريال سعودي، كتعويض عن مصاريف استقدامها.
المصدر: هسبرس + وكالات