وجهت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية توبيخًا حادًا لإدارة مجلة “ذا أتلانتك” التي أجرت مؤخرًا مقابلةً مطوّلة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة على لسان محررها “إريك ويبمبل” إن المقابلة لم تكن قاسية كما يجب مع فرصة ذهبية للقاء هذا الأمير المتورط بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأشار “ويمبيل” إلى أن المجلة أنتجت مقابلةً من نحو 12 ألف كلمة، إلا أنها لم تكن غنيةً لتُجيب عن الكثير من الأسئلة التي يمكن بها إحراج الأمير السعودي ولم تستخدم عبارة مهمة جدًا أنه: “منشار العظم”، في إشارةٍ إلى تقطيع أوصال الصحفي المغدور.
وقال الكاتب الصحفي في “واشنطن بوست” إن أقل ما توصف به المقابلة أنها “هزيلة”، موجهةً اللوم في السؤال الموجه للأمير عندما قالت إنه من الواضح أنه لم يأمر بالاغتيال”.
كما زعم ولي العهد أن فرضيته بالبراءة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان قد تحققت في أن المملكة العربية السعودية عاقبت الأطراف المسؤولة، بخلاف الولايات المتحدة التي لم تعاقب أحدًا جراء فظائع تعذيب المعتقلين في سجن غوانتانامو.
وحول سؤال محرر الصحيفة لمحرر المجلة فيما إذا كان قد استخدم المنشار لتقطيع أوصال خاشقجي، أجاب محرر المجلة أن ذلك لم يكن مهمًا فلن أهتم بنوع المنشار”!.
وبرر محرر المجلة أن الأولوية كانت للأسئلة المتعلقة بالملكية الدستورية والعلاقات الأمريكية السعودية والعقوبة الجسدية والإعدام وصراعاته داخل الأسرة وقراره حبس بعض أقاربه وعلاقة هذا القرار بالفساد في عائلته.
وقال محرر الصحيفة إن حجب الأسئلة عن شخصٍ تتم مقابلته لاعتقادك أنه لن يجيب عليها لا يجسد مقولة “صحافة لا تعرف الخوف”.
وتوجه الصحيفة توبيخًا إضافيًا للمجلة في أنها تجاهلت مساءلة الأمير عن مكان جثمان أو أوصال الصحفي المغدور.
وأكدت “واشنطن بوست” أن “ذا أتلانتيك” أظهرت نفسها بأنها “مجرد أداة في حملة محمد بن سلمان لاستعادة صورته، وأعادت سرد نفس الرواية التي روج لها بن سلمان لسنوات، وهي أنه يقف وحده في مواجهة المحافظين المتدينين”.