أوضحت الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية في المذكرة الفنية التي أصدرتها مؤخرا حول التوقعات الموسمية للخصائص الزراعية والمائية والمناخية في موريتانيا لموسم الأمطار لخريف العام 2022، أن المجاميع المطرية ستتراوح من متوسطة الي فائضة في أشهر يونيو و يوليو وأغسطس، وقد تسجل فائضا في الفترة الزمنية الممتدة من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر على أجزاء كبيرة من الوطن.
وأشارت الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية في مذكرتها الفنية إلى أنه من المنتظر أن تكون الوضعية مواتية لمجاميع مطرية متوسطة على المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد في أشهر يونيو- ويوليو وأغسطس مع إمكانية أن تتجه هذه المجاميع إلى فائض أو عجز حسب تطور الوضعية الحرارية، ومن المحتمل أن تتحسن هذه الوضعية في يوليو-أغسطس وسبتمبر مع تسجيل مجاميع مطرية تتجه إلى فائض.
وجاء في المذكرة الفنية أن هذه التوقعات تم تأكيدها من خلال الأدوات الإحصائية والديناميكية التي يستخدمها خبراء الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الذين ساهموا مع زملائهم من بلدان شبه المنطقة خلال ورشة العمل المخصصة لإنتاج التوقعات الموسمية التوافقية لمنطقة الساحل في ابوجا -نيجيريا خلال الفترة من 18 الي 25 ابريل 2022.
وأشارت المذكرة إلى أن بداية موسم الأمطار ستكون ما بين مبكرة إلى اعتيادية على الأجزاء الجنوبية الشرقية والجنوبية والوسطي والشمالية الغربية والشمالية من البلاد،(الخريطة رقم 1)، في حين من المتوقع أن تكون نهاية موسم الأمطار هذه السنة -إن شاء الله- متأخرة على عموم التراب الوطني.
وجاء في المذكرة الفنية التي أصدرتها الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية المجاميع المطرية هذه السنة من المتوقع أن تكون اعتيادية وتتجه الى فائض(أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 أو أكثر) على جنوب شرق ووسط وشمال غرب وشمال البلاد،(الخريطة رقم2)، التي تشمل كل من: الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابة وأجزاء كبيرة من كيدي ماغه والأجزاء الشمالية الشرقية من كوركول وتكانت والأجزاء الشمالية من لبراكنه واترارزه وآدرار وانشيري وداخلت نواذيبو وتيرس زمور.
و من المتوقع أن تسجل المجاميع المطرية على جنوب غرب البلاد وضعية اعتيادية (أ ي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 )، مع أن هذه الوضعية قد تتجه إلى فائض أو عجز في المجاميع المطرية حسب تطور الظروف الحرارية التي تغطي أجزاء من لبراكنه واترارزه ونواكشوط وأجزاء كبيرة من كوركول وأقصي جنوب غرب كيدي ماغه.
وأشارت المذكرة إلى أن المجاميع المطرية ستسجل خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر فائضا،(يفوق متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991 -2020) على جنوب وجنوب شرق ووسط وشمال غرب وشمال البلاد،(الخريطة رقم 3)، التي تشمل الحوض الشرقي، الحوض الغربي، لعصابه ،تكانت، كيدي ماغه، كوركول، شمال لبراكنه، شمال اترارزه، ادرار، انشيري، داخلت انواذيبو و تيرس زمور.
و من المنتظر أن تسجل المجاميع المطرية في جنوب غرب البلاد وضعية اعتيادية تتجه إلي فائض(يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 ) أو أكثر.
وبناء على هذه التوقعات قدمت الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية جملة من التوصيات، مشيرة إلى أن الطابع الممطر عموما هو المتوقع في خريف هذه السنة 2022 على معظم مناطق الوطن، مما ينذر بارتفاع مخا طر الفيضانات التي قد تؤدي إلى ضياع المحاصيل الزراعية والمعدات وكذلك خسارة الأرواح البشرية والحيوانات في المناطق الهشة. مما يتطلب دعم نشر التوقعات الموسمية وتحديثاتها من أجل إشعار وتحسيس التجمعات، حول المخاطر وكذلك خلق ظروف تؤمنهم خاصة عبر دعم الصحافة ومنصات الحد من مخاطر الكوارث والمنظمات غير الحكومية وكذلك أنظمة الإنذار المبكر في البلد، و زيادة يقظة وقدرات الهيئات المكلفة بمتابعة الفيضانات والحد من مخاطر الكوارث، والمساعدات الإنسانية، و الامتناع عن الاحتلال الفوضوي للمساحات المعرضة للفيضانات من أجل السكن، أو ممارسة النشاط الزراعي، و تقوية الحواجز الحامية وضمان متابعة صيانة السدود والبنية التحتية الطرقية.
وطالبت التوصيات كذلك بتنظيف المجاري المائية لضمان انسيابية مياه الأمطار، و المتابعة عن قرب لعتبة الإنذار في المناطق المعرضة للفيضانات، و تهيئة ساحات استقبال المواطنين المعرضين للكوارث، و تشجيع زراعة المحاصيل والعينات المقاومة لكثرة الماء في التربة.
وجاء في التوصيات أن المناطق الرطبة والمغمورة يمكن أن تكون ملائمة لتطور بعض الفيروسات والأمراض كالكوليرا والملا ريا وحمى الضنك.... الخ، كما أن فترات توقف الأمطار المتوسطة والطويلة المنتظرة في بعض المناطق قد تؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة مع هبوب عواصف رملية ملائمة لانتشار بعض الفيروسات والجائحات، مما يتطلب القيام بتحسيس عام ونشر المعلومات الاستباقية حول الأمراض الحساسة للمناخ بالتعاون بين مصالح الأرصاد الجوية والمصالح الصحية، و تقوية قدرات الأنظمة الصحية الوطنية والهيئات المحلية المكلفة بالحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، و الوقاية من الأمراض وتحصين المواطنين والحيوانات عبر عملية التلقيح، و دعم مكافحة البعوض بتسهيل الولوج إلى الناموسيات المعقمة و الأدوية الضرورية و كذلك المواد الكفيلة بالمعالجة، و الوقاية من الجراثيم والفيروسات المفضلة للظروف الرطبة، وزيادة اليقظة ضد الأمراض والآفات الزراعية.
وجاء في التوصيات أنه نظرا للطابع الرطب المنتظر عموما في خريف هذه السنة فإنه على المزارعين والمنمين ومسيري المصادر المائية والمشاريع والمنظمات غير الحكومية والسلطات العمومية الاستثمار أكثر في المحاصيل الزراعية ذات المردودية العالية والقادرة على تحمل الظروف الرطبة كالأرز والسكر.... الخ ، و الاستفادة من الوضعية المتوقعة على مستوى نهر السنغال، حيث من المتوقع أن يكون جريان المياه هذا العام متوسط إلى فائض وذلك بتطوير الزراعة المروية خاصة في سهول النهر المعرضة للغمر مع الحذر واليقظة من إمكانية حدوث فيضانات في بعض الأماكن، وإيجاد آلية لجمع وحفظ المياه الجارية لاستخدامها في الأنشطة الزراعية والمنزلية في فترات الجفاف، و اعتماد تقنيات مناخية ذكية لزيادة المحصول الزراعي والرعوي أمام المخاطر المناخية وخاصة المرتبطة منها بزيادة المياه والأمطار والجفاف، و تقوية آليات نشر المعلومات والتكوين وتقديم مختلف الخدمات الزراعية والهيدرولوجية والمناخية للمستخدمين النهائيين، و تسهيل ولوج المنتجين الزراعيين للبذور المحسنة وجميع المدخلات الملائمة لاحتياجاتهم، و ضمان المداخل وتخفيف الأضرار الزراعية عبر تشجيع المشاركة في صناديق التامين الزراعي.