لا يمكن باي حال من الاحوال ان نقارن بين الخطاب الاخير لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وبين خطاب البطاقة البيضاء الذي القاه السيد اعل ولد محمد فال .. فالاول كان شديد الوضوح وكان يعبر عن منتهى النضج السياسي
والفكري والاحساس بالمسؤولية الوطنيةتجاه الشعب وضميره التواق الى الديمقراطية والتطور المستمر اما خطاب السيد اعل ولد محمد فال والذي لوح فيه 2006 بالبطاقة البيضاء فكان ورغم غموضه وسطحيته بعبر عن محاولته الالتفاف على السلطة والتحايل على المكتسبات التي حققها الشعب الموريتاني لكن ارادة السيد محمد ولد عبد العزيز كانت له بالمرصاد حيث افشلت عليه كل الخطط التي كانت تدور في راسه..
لقد هز الخطاب الاخير الذي القاه رئيس الجمهورية في اختتام فعاليات الحوار الوطني الشامل وجدان كل مواطن موريتاني حر لما تميز به من شفافية ووضوح من رغبة اكيدة في ترسيخ قيم الديمقراطية في هذه البلاد . لقد كان الرئيس فعلا تلقائيا وطبيعيا كعادته في وضع النقاط على الحروف ومصارحة الراي العام الموريتاني بالحقيقة..الشيء الذي اربك حسابات كل الذين كانوا يخططون للتآمر على هذه البلاد ورضرب استقرارها تحت مبررات وهمية .
لقد افشل السيد الرئيس كل تلك الخطط وسحب البساط من كل الذين كانوا يريدون استخدام شماعة التعديلات الدستورية كمبرر للنزول الى الشارع ولتوشيه صورة البلد وضرب استقراره.. لقد انحاز السيد الرئيس كعادته الى الشباب والى المبدأ الذي عمل من اجله وهو تجديد الطبقة السياسية وخاطب الشباب الموريتاني بوصفه امل موريتانيا ومستقبلها بان يتولى المسؤولية ويقود الركب ويملأ فراغ الشيوخ الذين يرفضون التنازل عن عروشهم لصالح الاجيال الجديدة الشابة..
اليوم من يتذكر خطاب البطاقة البيضاء الذي رفعه الرئيس الاسبق اعل ولد محمد فال حين حاول التحايل على الناس وسرقة وعيهم للمكوث في السلطة مددا اطول ومن شاهد او استمع الى خطاب السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وهو يرفض المأمورية الثالثة ليكرس الديمقراطية والدستور ويرفض تغليب المصالح الشخصية الآنية الضيقة على حساب المصالح الوطنية الكبرى.
من تذكر ذالك الخطاب وشاهد خطاب الرئيس قبل البارحة سيكتشف الفروق الشخصية والفكرية والوطنية الرجلين.. فالعقيد اعل ولد محمفال حاول الرجوع الى الوراء ..
اما السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز فقد اثبت انه ابن هذه البلاد البار المؤمن بها حتى النخاع وهو الذي حمل روحه على كفه لانقاذها من وهدة السقوط والتمزق الى ان وصلت اليوم الى ما وصلت في عهده من تنمية ونماء ورقي لا ينكره الا جاحد حقود..
تحية لك سيدي الرئيس.. وانت تقدم لنا وللعالم اجمع مرة اخرى درسا في الديمقراطية وفي الاخلاص الحب لهذا الوطن الذي يتربص به بعض "ابنائه" قبل اعدائه..
محفوظ الجيلاني- صحفي -موريتانيا