كشفت مصادر اعلامية دولية عن وجود "أزمة ثقة" بين عملاق الطاقة البريطاني بريتش بتروليوم من جهة وكل من موريتانيا والسنغال من جهة أخرى على خلفية التأخير الذي حصل في مشروع انتاج الغاز الطبيعي المسال من حقل تورتي/احمييم البحري المشترك بين البلدين،
حيث كان من المقرر أن يبدأ الانتاج في شهر دجنبر 2023 وهو موعد راهن عليه البلدان لتنشيط اقتصادهما فيل الانتخابات الرئاسية في السنغال شهر فبراير 2024 والرئاسيات الموريتانية في منتصف نفس العام.
وكتعبير عن الامتعاض من مماطلة بريتش بتروليوم في احترام الموعد المقرر لبدء الانتاج والضبابية التي تحيط بمستقبل المشروع، قاطع السنغال الاسبوع الماضي اجتماعا في نواكشوط مع مسؤولين من الشركة البريطانية مخصصا لتقييم التقدم في اشغال المشروع.
ويؤكد خبراء في مجال الطاقة بأن التأخير في المشروع لا يمكن أن بعزى بالكامل إلى جائحة كوفيد. با إن الخيارات التشغيلية لشركة بريتش كان لها دور كبير في تأخر البدء في الانتاج. فعلى سبيل المثال، تعرض اختيار بعض المقاولين من الباطن مثل شركة McDermott International Ltd لانتقادات حيث تسبب ذلك في إبطاء المشروع. كما أن عدم الاستقرار الإداري للمشروع من خلال ادارته عن بعد من فرع الشركة في باكو (اذربيجان) فاقم من التعقيدات الادارية.
وفقًا لمصادر مطلعة، أوقفت شركة McDermott International أشغال مد الأنانبيب تحت البحر في مشروع الغاز تورتي/احمييم GTA، وأرسلت السفينة المخصصة لأعمال مد خطوط الأنابيب إلى خليج المكسيك للعمل في مشروع Shell's Whale. وغادرت السفينة منطقة الحقل تاركة آخر 20 كيلومترًا من خطوط الأنابيب دون تركيبها.
مع هذه الوضعية أصبحت موريتانيا والسنغال، فضلاً عن شركة بريتيش بتروليوم، الآن على مفترق طرق. حيث تؤثر التأخيرات والقضايا التي لم يتم حلها بشكل كبير على جدوى المشروع وعلى الثقة بين مختلف أصحاب المصلحة. وقد يكون امتناع السنغال مؤخراً عن المشاركة في اجتماع نواكشوط بمثابة إشارة إلى أن دكار تعيد تقييم خياراتها، وبالتالي تغذية المزيد من عدم اليقين بشأن المشروع.
يبدو أن الوعود الأولية بالازدهار والتنمية المرتبطة بانتاج الغاز في حقل احمييم قد طغت عليها التأخيرات والتعقيدات التي تثير الشكوك وتختبر صبر الحكومات المعنية.
