في غمرة مخاوف من امتداد الصراع إلى الجبهة اللبنانية، فاقمها تصاعد أعمال العنف على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، تنتظر الولايات المتحدة وإسرائيل «بقلق» كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المرتقبة.
تلك الكلمة المرتقبة، فاقمتها المخاوف من إمكانية إعلان حسن نصر الله فيها دخول حزب الله على خط الصراع بين حركة حماس وتل أبيب.
قلق بدا واضحًا في تصريح المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الذي قال إن البيت الأبيض يشعر بالقلق من الهجمات التي يشنها حزب الله على القوات الإسرائيلية مع تبادل إطلاق النار وتصاعد أعمال العنف على الحدود اللبنانية، إلا أنه قال لكن لا يوجد ما يشير إلى أن الجماعة المدعومة من إيران مستعدة «للدخول بكامل قوتها» في الصراع.
هل يتدخل حزب الله؟
وفي إفادة صحفية يوم الخميس، أضاف كيربي: «نحن، والإسرائيليون أيضا، قلقون من الهجمات المستمرة على القوات الإسرائيلية في الشمال، لكنني أعتقد أننا لم نر بعد أي مؤشر محدد على أن حزب الله مستعد للدخول بكامل قوته» في الصراع.
ومن المرتقب، أن يدلي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله غدا الجمعة بأول تصريحات علنية منذ أن دخلت حركة حماس وإسرائيل الحرب، في كلمة ستحظى بمتابعة عن كثب بحثا عن دلائل على التطور المحتمل لدور الجماعة في الصراع.
ويشتبك حزب الله، وهو قوة عسكرية هائلة تدعمها إيران، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود حيث قُتل 50 من مقاتليه في أعنف تصعيد منذ خوضه حربا مع إسرائيل في 2006.
تصعيد العنف
وقال حزب الله إنه نفذ 19 هجوما متزامنا على مواقع للجيش الإسرائيلي يوم الخميس باستخدام الصواريخ الموجهة والمدفعية وأسلحة أخرى إلى جانب مع ما وصفهما بهجومين باستخدام طائرتين مسيرتين متفجرتين. وردت إسرائيل بشن عارات جوية مصحوبة بنيران الدبابات والمدفعية في ظل تصاعد القتال على الحدود.
لكن مع اقتصار معظم الاشتباكات حتى الآن على منطقة الحدود، اعتمد حزب الله على قسط صغير من قوته النارية التي هدد نصر الله بها إسرائيل سنوات.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إنه يقصف سلسلة من أهداف حزب الله في لبنان بالغارات الجوية ونيران الدبابات والمدفعية بعد عدد من عمليات الإطلاق باتجاه إسرائيل.
وفي أكبر تصعيد دموي على الحدود منذ حرب 2006، يتبادل مقاتلو حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم الخميس إن شخصين قُتلا وأصيب ثالث حالته حرجة بالقرب من بلدة حولا جنوب لبنان خلال القصف الإسرائيلي.
كلمة مرتقبة
ومن المنتظر أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول خطاب له منذ بدء أعمال العنف غدا الجمعة.ويترقب كثيرون في لبنان الخطاب الذي سيلقيه نصر الله في الساعة الثالثة بعد الظهر (1300 بتوقيت غرينتش) في غمرة مخاوف منذ أسابيع من اندلاع صراع كارثي. ويقول البعض إنه لا خطط لديهم لما بعد الجمعة اعتقادا منهم أن تصريحاته ستشير إلى احتمالات التصعيد.
وهناك ترقب أيضا للخطاب على نطاق أوسع، خاصة أن خطبه الحماسية في حرب 2006 عززت مكانته، بينها كلمة قال فيها إن حزب الله استهدف سفينة بحرية إسرائيلية بصاروخ مضاد للسفن، وحث المتابعين على «النظر إلى البحر».
وظل نصر الله متواريا عن الأنظار منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لكن مسؤولين آخرين في حزب الله تحدثوا عن الاستعداد القتالي للجماعة. ولم يضعوا أي خطوط حمراء في الصراع مع إسرائيل.
إدارة المعركة
وردا على سؤال في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن سبب عدم إلقاء نصر الله كلمة حتى حينه، قال حسن فضل الله، السياسي من حزب الله، إن نصر الله يتابع الوضع في غزة «لحظة بلحظة وساعة بساعة» ويشرف على المعركة في لبنان، مضيفًا أن عدم التحدث علنا «جزء من إدارته للمعركة».
وتقول مصادر على دراية بتفكير حزب الله إن هجمات الجماعة حتى الآن محسوبة لتجنب تصعيد كبير مع إبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة على الحدود.
ولا يستطيع لبنان تحمل أعباء حرب أخرى مع إسرائيل. وما زال كثيرون من اللبنانيين يعانون من تأثير الانهيار المالي الكارثي المستمر منذ أربع سنوات. وقالت إسرائيل إنه لا مصلحة لها في الصراع على حدودها الشمالية مع لبنان.
وحذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزب الله من فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، قائلا إن هذا سيؤدي إلى رد بضربات إسرائيلية بحجم «لا يمكن تصوره» قد تشيع الدمار في لبنان.