نواكشوط..شامخ الناجي..تحليل خاص لوكالة العرب الاخبارية
يستعد الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني لبدء مأموريته الثانية في السلطة بعد أقل من عشرة أيام من الآن وذلك عقب فوزه بنسبة 56% من أصوات الناخبين الموريتانيين في اقتراع 29 يونيو الماضي، صحيح أن هذه النتيجة ضمنت للرئيس ولد الغزواني الأغلبية البسيطة لكنها حملت معها في المقابل رسائل غضب شعبية في دوائر انتخابية مؤثرة مما يحتم على الرئيس المنتخب التفكير مليا، ومحاولة استخلاص الدروس من تصاعد النقمة الشعبية ضد بعض دوائر حكمه.
متلازمة ضعف
أكثر ما عانى منه الرئيس المنتخب في مأموريته الأولى عجز حكوماته المتعاقبة عن الإقناع، والضعف والفساد في تدبير الشأن العام رغم حجم الآمال التي علقت على البرنامج الحالم للرئيس المنتخب "تعهداتي" والذي قدمه الموريتانيين في 2019، قبل أن يضطر لاحقا مع الاخفاقات التي واكبت تنفيذ هذ البرنامج الإنتخابي إلى استبداله ب"طموحي" في عهدته الثانية.
يمكن القول إن الرئيس ولد الشيخ الغزواني الذي احتجب عن الأضواء طيلة حكم صديقه الرئيس السابق ولد عبد العزيز المسجون حصل قبل خمس سنوات من الآن على قبول واسع بين الموريتانيين، لكن وزراءه تكفلوا مع مرور الوقت بتحجيم هذ القبول وهو ما ترجمته مؤخرا خسارة الرئيس المنتخب لأصوات مدن كبيرة من أكثرها لفتا للإنتباه العاصمة الإقتصادية انواذيبو مما يجعله مطالبا إن رغب في ترميم علاقته مع قطاعات عريضة من الموريتانيين بمعالجة ملازمة الضعف التي واكبت الإنجاز الحكومي في الخمسية المنصرمة.
التزامات مفخخة
التزم الرئيس المنتخب في برنامجه الإنتخابي للمأمورية الثانية بتمكين الشباب ومحاربة الفساد وهما التزامان بقدر ما جذبا إليه ناخبين جدد فإن تنفيذهما سيجعله في مرمى الإستهداف من قوى كثيرة استمرأت الفساد والإستئثار بالمناصب في مأموريته الأولى ويتهم بعضها بالفساد واحتضانه، ومن هنا فإن الرئيس المنتخب إذا ما قرر المضي قدما في تجديد الإدارة، وضخ دماء شابة في شرايينها، وزج بمفسدين في السجون قد يجد نفسه في مواجهة مفتوحة مع قوى عديدة في أغلبية الحالية مما قد يجبره لاحقا على اتخاذ قرارات قوية قد تفضي في مرحلة لاحقة إلى تنظيم انتخابات بلدية وبرلمانية سابقة لأوانها.
