وافقت إسرائيل على سلسلة من "الوقفات الإنسانية" في غزة للسماح بتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال ، حسبما ذكرت "منظمة الصحة العالمية (WHO)".
وتهدف الحملة إلى تطعيم حوالي 640 ألف طفل في جميع أنحاء قطاع غزة وستبدأ يوم الأحد، حسبما قال المسؤول في المنظمة ريك بيبركورن.
سيتم تنفيذ الحملة على ثلاث مراحل منفصلة تشمل المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية من القطاع. وخلال كل مرحلة، سيتوقف القتال لمدة ثلاثة أيام متتالية من الساعة 06:00 حتى الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي.
وأوضح بيبركورن أنه بسبب الطرق المتضررة والسكان النازحين، قد تحتاج الأمم المتحدة إلى يوم إضافي لكل منطقة، مشيراً إلى أن الاتفاق يلحظ تمديد الهدنة المقررة كل يوم بين الصباح وبعد الظهر إن دعت الحاجة.
وأضاف: "هناك اتفاق، ونأمل في أن يحترمه جميع الأطراف، وإلا سيكون تنفيذ حملة (تلقيح) فعلية أمراً مستحيلاً".
من جهته، قال مايك راين نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي "نؤكد أهمية احترام جميع الأطراف التزاماتهم" بشأن هذه الهدن.
يأتي هذا الاتفاق بعد أيام من إعلان مسؤولي الأمم المتحدة عن إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر بالشلل الجزئي، بعد تسجيل أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عاماً.
وقال الجيش الإسرائيلي في يوليو/ تموز الماضي إنه بدأ بتطعيم جنوده ضد المرض.
وقال المسؤول في حماس باسم نعيم لوكالة رويترز للأنباء: "نحن على استعداد للتعاون مع المنظمات الدولية لتأمين هذه الحملة ، وخدمة وحماية أكثر من 650 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة".
وقال قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورستين عبر منصة إكس إن إسرائيل تنسق مع الأمم المتحدة "عملية واسعة لتطعيم الأطفال ضدّ شلل الأطفال" في غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال ليل الأربعاء الخميس إن الأمر لا يتعلق "بوقف لإطلاق النار للتلقيح ضد شلل الأطفال، بل بتخصيص بعض الأمكنة" في غزة لهذا الغرض.
تتوفر حالياً حوالي 1.26 مليون جرعة من اللقاح الفموي الجديد ضد شلل الأطفال من النوع 2 (nOPV2) في غزة، ومن المتوقع وصول 400 ألف جرعة إضافية قريباً.
ستدير الحملة وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وقد تم تدريب أكثر من ألفي عامل في المجال الصحي على طريقة إعطاء اللقاح.
وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى تحقيق تغطية تطعيم بنسبة 90 بالمئة في جميع أنحاء القطاع، وهو ما يلزم لوقف انتشار الفيروس داخل غزة.
وهناك اتفاق على تخصيص يوم رابع إضافي للتطعيم وهدنة إنسانية إذا دعت الحاجة.
يُعد فيروس شلل الأطفال شديد العدوى وينتقل غالباًعبر مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة. ويمكن أن يسبب تشوهات وشللاً، وقد يكون قاتلاً، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن معدلات التحصين في غزة والضفة الغربية المحتلة كانت مثالية قبل الصراع. وقدرت تغطية لقاح شلل الأطفال بنسبة 99 بالمئة في عام 2022 ، على الرغم من أنها انخفضت إلى 89 بالمئة العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات.
"أبعد مما يمكن لأي إنسان تحمّله"
وتحدثت مسؤولة في الأمم المتحدة الخميس أمام مجلس الأمن الدولي عن معاناة سكان قطاع غزة قائلة إنها "تتجاوز ما يمكن لأي إنسان تحمله".
وقالت الرئيسة بالوكالة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) جويس مسويا خلال اجتماع حول الوضع الإنساني في القطاع "يصعب أن نصف بكلمات الكفاح الهائل للسكان لإيجاد مأوى أو غيره من الضرورات الأساسية".
أضافت "المدنيون جوعى وعطشى ومرضى وبلا مأوى، وقد دفِعوا إلى ما هو أبعد من حدود التحمل وما هو أبعد مما يمكن لأي إنسان تحمله".
تسبب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر بمقتل ما لا يقل عن 40602 شخصا، وفقاً لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
وقالت مسويا "لا يمكننا التخطيط (للمساعدات الإنسانية) لأكثر من 24 ساعة مقدما لأننا نكافح لمعرفة الإمدادات التي سنحصل عليها، ومتى سنحصل عليها أو أين سنتمكن من تسليمها"، مشدّدة على أن "حياة 2,1 مليون إنسان لا يمكن أن تعتمد على الحظ والأمل وحدهما".
ونددت بمضاعفة أوامر الإخلاء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، ما يجبر الفلسطينيين في غزة على التنقل باستمرار والعيش "في حال من عدم اليقين دون أن يعرفوا متى سيصدر أمر الإخلاء التالي".
وشددت مسويا على أنه "في مواجهة هذه المعاناة الإنسانية غير المقبولة، فإن مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء يجب أن يتحركوا"، مكررة الدعوة إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق الرهائن.