محمود الجاف
الأخوات والإخوة .. الآملون المُهدِدون
تحية طيبة وبعد ..
" أيها المُنتصر السعيد البعيد " افهم واقرأ الأحداث جيدا قبل ان تتكلم، حتى لاياتي اليوم الذي تكتشف الحقيقة فيه وتتألم … ثم تندم . نحن الان بين المطرقة والسندان . بين فكي ذلك العدو الذي لن ينقذنا منه الا الله ثم كسر انيابه، ولكن بماذا ؟
بفرقتنا ؟ .. أم اوهامنا وتصوراتنا الخاطئة ؟ ..
أم بجهلنا بالذي يجري وظلمنا لبعضنا ؟ ..
بماذا ياترى ؟
نحن كالبلهاء نموت لينتصر هذا السيد أو ذاك .. كل منا عبدٌ لاحد الاطراف الثلاثة ( الصهيونية والصفوية والصليبية ) ومن اجل ان تفهم عليك الاجابة عن السؤال التالي .
من هي الجهات التي تقاتل في سوريا الان ؟
اطراف الصراع هي : روسيا التي تريد ايقاف التمدد الذي يسعى اليه ( حلف الناتو ) وايران التي تعمل على التغيير الديموغرافي ونشر دينها واسرائيل التي تخشى ان تشكل هذه الاحداث خطرا على امنها والشعب السوري الذي يحلم بإسقاط النظام . وكل منهم له حساباته الاستراتيجية والخطر الكبير هو عندما تتضارب مصالحهم لان الاحداث حينها تصبح مأساوية والنار ستحرق الاخضر واليابس وحطبها هم شبابنا وساحتها هي ارضنا وآبار النفط هي الممول الرئيسي لكل الاطراف. وجميع حكامنا مشتركون في اللعبة. علما ان هذه المصالح متضاربة فعلا بشكل مخيف واعتقد ان هذا سينتج عنه لدغة جديدة في جحر المؤمنين الذين يبدو ان مؤخراتهم تعودت عليها .
بوتين تدخل بحجة دعم نظام بشار الذي سلم كل مقدرات الدولة اليه، لكن في الحقيقة هو يريد مقاومة نفوذ الولايات المتحدة والغرب الذي قفز على الثورة السورية منذ بدايتها من خلال ارسال المراقبين كما فعلت بريطانيا التي بعثت جون سورز رئيس المخابرات السابق عدة مرات منذ 2011 الى 2015 . كذلك يريد القضاء على المعارضة السورية اضافة الى توظيف الازمة كورقة تفاوضية بخصوص العقوبات الاقتصادية واوكرانيا من اجل رد الاعتبار الى مكانة روسيا وتاكيد دورها بصفتها شريكا اساسيا في حل الازمات الاقليمية فقد جاء ليعيد هيبة الدولة ومكانتها وزيادة قدرتها على التحكم في منطقة الهلال الخصيب وتعزيز الروح القومية لدى الشعب الروسي . الامر الذي تؤمن به وتعمل عليه الحكومة الحالية بقوة .
ناهيك عن التنسيق الكبير بين الروس وايران والكيان الصهيوني في الساحة السورية فقد طلب الرئيس الروسي المحاط بفريق كبير من اليهود التعاون بينهم في لقاء جمعه مع الخامنئي في 19 يوليو 2022 تمخض عن وضع قاعدة همدان الجوية تحت تصرفه بشكل كامل، ثم التقى بنتنياهو واتفق معه على السماح للطائرات الحربية والصواريخ على المرور عبر اجواء كيانه الغاصب . اسرائيل التي تستقبل 20 الف مهاجر كل شهر غذت بهم مستوطناتها .
هذه الاطراف المتخاصمة في كل شيء تتفق فقط على قتلنا وسرقة ثرواتنا وتقسيم بلداننا. ايران وميليشياتها تتحرك على الارض وروسيا تقصف من الجو وكذلك تركيا وغيرها على الارض وامريكا تعمل من الجو والصين تتفرج وتحرك مخالبها كما تريد بالخفاء ..
من هم الضحايا ؟
ان اتفقوا وكل منهم وصل الى ما يريد ستتوقف اللعبة او فالحرب قادمة والكل سيستقبلون موتاهم بزغاريد الفرح بالشهادة ورفرفة رايات الاوطان . لكن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ..
فحاولوا ايجاد الجهة التي تقاتل لتكون كلمة الله هي العليا .
هذا رأيي والله أعلم وهو يهدي سواء السبيل .