الشهيد الحكيم..رحلة الجهاد والتضحية

أحد, 12/29/2024 - 20:16

لؤي الموسوي
يعد آية الله المجاهد، السيد محمد باقر الحكيم “قدس سره“ واحدا من الشخصيات البارزة في العراق، وواحدًا من أبرز قادة المعارضة العراقية، ضد نظام صدام حسين.. بما أثبتته المواقف والمبدأية، وحجم التضحيات الجسام التي قدمها، طيلة مسيرة حياته..
وُلد قدس سره بأسرة دينية، جل أفرادها ما بين مرجع ومجتهد، عرفت بمواقفها الوطنية المناهضة لطغيان حكام الجور، ولم يقتصر دورها على هذا، بل شمل دعمها لقضايا الأمتين الإسلامية والعربية.
تصدى شهيد المحراب لزمرة البعث، وسبقها تصديه للمد الشيوعي، وهو من أسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في عام 1982 بعد هجرته مضطراً، إثر الاضطهاد الذي كان يمارسه نظام صدام، ضد الشيعة بوجه خاص والعراق بشكل عام.
الشهيد الحكيم كان زعيمًا دينيًا وسياسيًا بارزًا، قل نظيره في الساحة، فلعب دورًا محوريًا في مقاومة النظام البعثي، ومن اوائل مؤسسي المقاومة ضد الطغاة، وجال الأقطار فاضحا جرائم البعث، عبر الندوات واللقاءات والبعثات الدبلوماسية، وعمل على تأسيس منظمات إسلامية ومجتمعية، لتأخذ دورها الريادي في كشف وحشية النظام، ومظلومية الشعب العراقي المظلوم..كما كان له دور في دعم الانتفاضات الشعبية، التي وقعت في الجنوب والوسط خلال الثمانينات والتسعينات.
نظام صدام كان مستبدا، لا يخشى احداً من قوى المعارضة سوى السيد الحكيم، لما له من تأثير كبير على جميع الأصعدة، لهذا استخدم جميع الوسائل لتثنيه عن معارضته، فمارس الترغيب من جهة مدعياً قبوله عودته للعراق وينزل الإنتخابات، وهذه كانت كذبة مفضوحة لنظام البعث سرعان ما تراجع عنها، مستخدماً اسلوبه الدموي المعتاد في تصفية معارضيه، لهذا عمد لتصفية أسرة آل الحكيم، ففي ليلة واحدة اقدم جلاوزة البعث، على اعتقال العشرات منهم، بين شيخ كبير ومن لم يلبغ الحلُم! كما فعل من قبل عبيد الله بن زياد، بعائلة جدهم السبط الشهيد، عليهم وألهم أفضل الصلوات، متوهما ان الشهيد الحكيم سيترك نضاله ومعارضته، فاعدم كوكبة كبيرة من اسرة آل الحكيم، لكن شهيدنا ازداد في صموده وصلابة موقفه، متخذاً من نهج الحسين، مناراً في موقفه، حين قال "الا ان الدعي ابن الدعي ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة"
بعد سقوط نظام صدام عام 2003، عاد الحكيم إلى العراق، متوجاً بلواء الحمد والنصر، حفت به الجماهير، بعد سنوات المنفى، وطول الغربة وألآمها، والبعد عن الأهل والوطن، لكن لم تدم اقامته في موطنه، فقد اغتيل في 29 أغسطس 2003 في هجوم استهدفه في النجف الأشرف بجوار مرقد أمير المؤمنين، وقد استشهد معه ثلة مؤمنة، كانت تؤدي صلاة الجمعة في الأول من شهر رجب.
لقد ترك محمد باقر الحكيم بصمة كبيرة في تاريخ العراق الحديث، خصوصًا في مجالات السياسة والدين، ولعب دورًا محوريًا، في تشكيل ملامح الدولة العراقية الجديدة بعد سقوط نظام صدام الطغيان.. فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف