الكشف عن تطورٍ كبيرٍ بعلاج أمراض القلب

أربعاء, 01/08/2025 - 18:14

في تطورٍ كبيرٍ بعلاج أمراض القلب، سيتم تزويد مرضى القلب قريباً بصمّامات قلب تنمو بشكلٍ طبيعي داخل الجسم، وذلك في تجربة بمستشفى مستشفى "هيرفيلد – Harefield" شمالي غرب لندن.

وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، من المقرر أن تتلقى مجموعة أولية تضم أكثر من 50 مريضاً صمّامات مؤقتة مصنوعة من ألياف تعمل كـ"شبكة بناء" يمكن زراعتُها داخل القلب، وتتكامل مع خلايا الجسم. وبمرور الوقت، تذوب "الشبكة "، تاركة وراءها صماماً حياً يتكوّن بالكامل من أنسجة المريض نفسه.

ماذا يحدث عند إصابة صمّامات القلب؟

عندما تُصاب صمّامات القلب بالأمراض، فقد تتصلَّب أو تتسرَّب، مما يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية أو النوبات القلبية، ولهذا يلجأ الأطباء إلى استبدال الصمّامات الحالية بصمّامات ميكانيكية أو بيولوجية، لكن لهذه العملية عيوبٌ كثيرة.

الصمّامات الميكانيكية والبيولوجية

وحسب التقرير، فقد أصبح إجراء جراحة استبدال صمّامات القلب المعيبة ممكناً منذ أكثر من 60 عاماً، لكن العلاج له عيوبٌ طبية، سواء كانت الصمّامات ميكانيكية أو بيولوجية من البقر أو الخنازير.

فالصمّامات الميكانيكية تتطلب من المرضى تناول الدواء طوال حياتهم.

أما الصمّامات البيولوجية المأخوذة من الأبقار أو الخنازير أو الأنسجة البشرية والمزروعة في المريض لا تدوم أكثر من عقدٍ من الزمان أو نحو ذلك، ولا يزال من الممكن رفضها من قِبل الجهاز المناعي للجسم.

كما أن العلاجات الحالية صعبة للغاية للأطفال الذين يُولدون بعيوبٍ في القلب، حيث لا تنمو الصمّامات مع أجسامهم ويجب استبدالها مرات عدة قبل أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ.

لكن الصمّامات الجديدة يمكن أن تنمو مع نمو الطفل وتصبح واحدةً مع جسم المريض.

مشروع الصمّام الحي من جسد المريض

في قسم "التقنية الحيوية للقلب- Heart Biotech" بمستشفى" هيرفيلد- Harefield"، بدأ مشروع الصمّام الحي، تحت قيادة السير مجدي يعقوب؛ جرّاح القلب الشهير، الذي أجرى أول عملية زرع قلب ورئة في المملكة المتحدة في مستشفى هيرفيلد في شمال غرب لندن.

وحسب التقرير، يتم إجراء ما يقرب 300 ألف عملية استبدال صمّام قلب في جميع أنحاء العالم والأعداد تتزايد كل عام.

ويمكن للصمام الحي الجديد أن يحوّل حياة هؤلاء المرضى من خلال القضاء على الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكرّرة والحد من خطر الرفض.

كيفية إنتاج الصمّام الحي

في مشروع الصمّامات الحية، سيقوم الأطباء بزرع صمّامات مؤقتة مصنوعة من ألياف طبيعية تعمل بمكانة "شبكة بناء" تتكامل مع خلايا الجسم، وفي غضون ستة أشهر، يصبح الهيكل مكوناً بالكامل من خلايا حيّة من جسم المريض، وبعد عام إلى عامين، تذوب الشبكة، تاركة وراءها صمّام قلب يعمل بكامل طاقته وينمو مع المريض طوال حياته.

وأظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة Nature Communications Biology نتائج واعدة في تجربة أُجريت على الأغنام، وفي غضون أربعة أسابيع فقط من زرع "شبكة البناء"، تمَّ العثور على أكثر من 20 نوعاً من الخلايا ملتفة حول الشبكة، بما في ذلك الأنسجة العصبية والدهنية، اللازمة لعمل القلب، ونمت الأنسجة في المواقع الصحيحة، محاكية صمّام القلب الطبيعي.

تجربة بشرية على 50 مريضاً

من المقرر أن تبدأ التجارب البشرية التي تشمل ما بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، في غضون 18 شهراً.

وستقوم التجارب بمقارنة الصمام الحي الجديد مع الصمّامات الاصطناعية التقليدية، وستشمل التجارب فريقاً دولياً من الخبراء من مؤسسات، مثل: كلية لندن الجامعية، ومستشفى جريت أورموند ستريت، والمراكز الطبية في نيويورك، وإيطاليا، وهولندا.

الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا

وقال الدكتور يعقوب؛ لصحيفة "صنداي تايمز": "أقول دائماً إن الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا. إنها متفوقة جداً على أيّ شيءٍ يمكننا صنعه. بمجرد أن يصبح شيئاً حياً - سواء كان خلية أو نسيجاً أو (صمّاماً حياً) - فإنه يتكيّف من تلقاء نفسه. علم الأحياء مثل السحر".

لا عمليات صمّام قلب متكرّرة

وأشادت الدكتورة سونيا بابو نارايان؛ المديرة الطبية المساعدة لمؤسسة القلب البريطانية، بهذا التطور لجراحة صمام القلب.

وقالت: "على الرغم من أنه من المبكّر الحكم على التجربة، لكن إذا أظهرت الأبحاث نجاح هذا النهج لدى البشر، فقد يتمكّن عديدٌ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من العيش بشكلٍ جيدٍ لفترةٍ أطول دون الحاجة إلى عمليات صمّام القلب المتكرّرة".

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف