“أعيش السهاد”
أعيشُ السهادَ بذكر الحبيبِ
وفي القلبِ شوقٌ كنارِ اللهيبِ
ألا يا نجومَ الدجى في السماء
أبثُّكِ وجدي وطولَ النحيبِ
عشقك روحًا تُضيءُ الوجودَ
يسكنُ في القلبِ مثلَ الطبيبِ
أراهُ بعيني إذا غابَ عني
كطيفٍ يُداعبُ حلمَ المغيبِ
وأحيا به رغمَ بُعدِ المزارِ
ففي الحبِّ يصحو رجاءُ الغريبِ
أيا ساكنَ القلبِ مهلاً رويداً
فإني ضعيفٌ أمامَ النصيبِ
وهبني أعيشُ الهوى في نعيمٍ
ولا تتركَ الليلَ دونَ قريبِ
كأنَّك سرُّ الحياةِ الذي
يُغذي كياني بنبضٍ رحيبِ
فما للهوى إن أصابَ الفؤادَ
يُذيبُ الجبالَ كذوبِ اللهيبِ؟
أيا مَنْ جعلتَ الحياةَ بهاءً
وأطفأتَ في القلبِ جرحَ الكئيبِ
تعالَ لنرسمَ صبحاً جديداً
ونكتبَ في الكونِ شعرَ الغريبِ
فمهما جرى الدهرُ بيني وبينك
سيبقى الوفاءُ دليلَ القلوبِ
أناجيك حبّاً سرى في دمي
وصارَ امتداداً لحلمٍ عجيبِ
ولو غبتَ عني فإن هواك
ربيعاً سيبقيك دوماً قريب