أطلق خبراء صحيون تحذيرات جديدة بشأن مرض يقتل الأمريكيين أكثر من السرطان والخرف مجتمعين.
وبحسب الخبراء، فإنه في عام 2022، تسببت أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض الشريان التاجي، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، في نحو مليون حالة وفاة في الولايات المتحدة، أي ما يعادل وفاة واحدة كل 30 ثانية. في المقابل، أودى السرطان بحياة نحو 600 ألف شخص، بينما قتل الخرف 288 ألف شخص.
وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن قلة الوعي بشأن أمراض القلب مقارنة بالأمراض الأخرى مثل السرطان، وزيادة عوامل الخطر قد تكون من أسباب هذه الأرقام المرتفعة.
وتصنف أمراض القلب بأنها "قاتل صامت"، إذ قد تبقى بلا أعراض لعقود قبل أن تظهر أي علامات.
وحذر الخبراء من أن الوفيات بسبب أمراض القلب بدأت في الاستقرار بعد جائحة كورونا، لكن عوامل الخطر ما تزال في تزايد. فحوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم (47%)، وأكثر من ثلاثة أرباعهم (72%) يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وأكد الخبراء أنه إذا استمرت هذه الاتجاهات، فإن ثلثي البالغين في الولايات المتحدة (180 مليون بالغ) سيكونون مصابين بالسمنة وارتفاع ضغط الدم بحلول عام 2050، ما يزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب.
كما أشاروا إلى أن الزيادة الملحوظة في عدد النوبات القلبية وغيرها من مشاكل القلب لدى الشباب الأمريكيين، قد يعزى بعضها إلى أمراض قلبية غير مكتشفة منذ الولادة.
وقال الدكتور كيث تشيرتشويل، رئيس جمعية القلب الأمريكية: "هذه إحصائيات مقلقة بالنسبة لي، ويجب أن تكون مقلقة لنا جميعا، لأنه من المحتمل أن يكون العديد من الأشخاص الذين نفقدهم هم أصدقاؤنا وأحباؤنا. الكثير من الأشخاص يموتون بسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية، التي تقتل معا المزيد من الناس مقارنة بكل أنواع السرطان والوفيات الناتجة عن الحوادث، وهما السببان الثاني والثالث للوفاة، مجتمعين".
وأظهرت تقرير جمعية القلب الأمريكية الذي نشر في مجلة Circulation أن أمراض القلب تسببت في 941652 وفاة في عام 2022، وهو زيادة طفيفة عن 931578 في عام 2021. ومع ذلك، انخفضت معدلات الوفاة قليلا من 233 لكل 100 ألف في عام 2021 إلى 224 لكل 100 ألف في عام 2022. كما وجد التقرير أن الإفراط في تناول السعرات الحرارية يتسبب في نحو 1300 وفاة إضافية يوميا، أي ما يعادل 500 ألف وفاة سنويا.
ومع ذلك، فقد لوحظ أن بعض عوامل الخطر لأمراض القلب في تراجع، مثل معدلات التدخين، حيث انخفضت معدلات التدخين بين الرجال من 51% في عام 1965 إلى 16% في عام 2018، ولدى النساء انخفضت النسبة من 34% إلى 12% في نفس الفترة. كما تراجعت معدلات استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية، حيث أبلغ 10% فقط عن استخدامها في عام 2023 مقارنة بـ14% في عام 2022.