أكلة المال العام!

جمعة, 01/31/2025 - 11:24

عندما يقرأ المواطن أو يسمع العبارة _العنوان في الاعلى، فإن ذهنه ينصرف تلقائيا إلى كبار الموظفين، وحجم
الميزانية التي يسير كل واحد منهم والرواتب الكبيرة والمكافآت المتعددة التي يجنونها من مناصبهم!
لكن القليل منا من يتذكر في لحظة الحنق تلك الأعداد الهائلة من أكلة المال العام في المدونين والصحافة
والسياسيين وقادة المجتمع؛ بل وفي عامة الناس بمن فيهم أولئك الذين لم يجلسوا، قط، على مقاعد الدراسة؛ بل
قد تجد فيهم من لم يزر أية مؤسسة عمومية، حتى ولو كانت نقطة صحية نائية أومدرسة ابتدائية من قسم واحد
في الأعماق، على الرغم من أن رقمه الوطني واسمه الثلاثي يظهر نهاية كل شهر ضمن اللوائح التي تصرف
لها رواتب من خزينة الدولة، بل وتشجيعات أحيانا!
أحد الظرفاء من حينا، رحمه الله، كان يقول إن "الصكاطة اللا الصكاطة اتوف، يسو عدلها إيشير ول أفكراش
والل شيباني"، وهو هنا يعترض على تمييز الناس بين التطفل حسب العمر، حيث كانوا يصفون المتطفل
الصغير بالصكاط والشاب ب"البيظاني" والشيخ بالخرف، لكن الحقيق هي أن التطفل هو التطفل فحسب، أيا كان
القائم به!
أنا أيضا أستغرب من عدم إدراج أولئك المشار إليهم آنفا ضمن أكلة المال العام، رغم مايستحوذون عليه من
أموال الشعب في غير وجه حق؛ لكنني أستغرب أكثر عندما أجد أحدهم ينتقد كبار الموظفين ويتهمهم بما يتفوق
هو عليهم فيه، فهم على الأقل يقدمون خدمة مهما كانت بساطتها، بينما يتلقى هو الأموال مقابل خدمة لاتوجد
أصلا!
بطبيعة الحال قد يقول قائل إن هذا الفساد مسؤولون عنه أيضا بفعل موافقتهم عليه، لكن حتى ولو كان الأمر
كذلك؛ فإنه لايعفي آكل هذا المال من الإثم، لأنه يعرف تمام المعرفة أنه من دون مقابل، بل إن الكثير من هؤلاء
يشترط في مثل هذا التعاقد ألا يترتب عليه أي عمل في المقابل!!
ليس هذا دفاعا عن كبراء المفسدين بل لفت الانتباه إلى صغارهم فقط، لعلهم يرعوون!
حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين والعرب
الديماني محمد يحي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف