إن إتّباع نبيّ الله عيسى عليه السلام للإمام المهدي وصلاته خلفه عليه السلام هو طور جديد وفتح مقدّس لتكامل الإنسانية الذي ستأخذ فيه الإمامة دورها وبعدها الواقعي في حركة المجتمع, الإمامة التي تعرّضت للإقصاء والتهميش والتحريف والإعراض والجحود على مدى قرون طويلة هي القيادة التي ستقود الحياة وهي خليفة الله في أرضه, وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الأنبياء عليهم السلام قد عُزلوا عن التجربة هذه او أنّهم قد إستُنفذت جهودهم في تحقيق العدالة الإلهية في الأرض.. لا، ولكنه يعني أن الإمامة هي الإمتداد الطبيعي لكل الأنبياء ورسالاتهم من جهة، وهي السبيل الذي يجسّد أعلى مراتب الكمال والقرب والطريق الأفضل لكمال البشرية كلّها من جهة ثانية، وبما انه كما ذكرنا قد تعرّضت الإمامة الى شتّى ألوان العداوة والبغضاء من الذين حاولوا إقصاء دورها في خلافة الله.
وفي ذلك فقد أكّد سماحة السيد المرجع الصرخي الحسني دام ظله للنواصب المارقة: (الإمام منكم، من المسلمين، من يقول؟ البخاري ومسلم، بينما ابن كثير يخالف البخاري ومسلم ويستنكف من ذكر المهدي، يجعل القيادة لعيسى ويجعل كل المسلمين أتباع لعيسى حتى الإمام الذي هو في المسلمين ومن المسلمين يجعله تابعًا لعيسى عليه السلام، كل هذا بغضًا بالمهدي، ولماذا يبغض المهدي؟ بغضًا بأهل البيت، بغضًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، بغضًا بالسنة النبوية الشريفة، بغضًا بالوحي الإلهي الذي أتى على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي لا ينطق عن وحي).
جاء ذلك في المحاضرة (13) من بحث (الدولة.. المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول) ضمن سلسلة بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 24- 12- 2016.
ولا نُنكر أبدا أن إعتقادنا بنبيّ الله عيسى عليه السلام هو إعتقاد خالص من الشرك ونحن نتطلع لرؤيته المباركة ونطمح وننتظر اليوم الذي يأتم فيه خلف الإمام المهدي عليه السلام على صعيد القدس الشريف، في اليوم الذي ستكون فيه كلمة الله تعالى هي السبيل الذي يلتفّ حوله الجميع (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا) 64 من سورة آل عمران.
الكاتب مجتبى شُبر