
ولاء العاني
جرت يوم أمس الانتخابات الالمانية المبكرة بعد هزيمة وانتكاسات متكررة للحزب الاشتراكي والذي كان يمثله المستشار اولاف شولتز . عادة ما تظهر النتائج النهائية بعد اقل من ساعة ولن يترك الامر للتكهنات وستكون متطابقة مع نتائج الاستطلاعات الاولية وكذلك مع توقعات المحللين على برامج التلفزيون الرسمية للدولة .
عشت اول تجربة الادلاء بصوتي في الانتخابات التي جرت في عام 2008 بعد ان صار من حقي ذلك . اصبحت لا افوت فرصة حتى لو كان استفتاء محليا يخص برلين فقط وعملت ايضا في مراكز انتخابية . كانت النتائج تاتي مطابقة وبعد التسليم يتم تدقيقها فالماكنة الالمانية لا تخطئ ان كان في العد او التدقيق . هكذا يخيل لمن يراقب الموقف قريبا كان او بعيد . الخسارة عندهم يطلقون عليها عدم النجاح او تراجع ونادرا ما اسمع هذه الكلمة ويبدأ اعضاء الاحزاب التي لم تنجح بمراجعة اسباب اخفاقهم وتنطلق التصريحات في كيفية تجاوزها في المرات القادمة وان الجميع يعمل لاجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية لوطنهم . قد يكون من الصعوبة المقارنة بين الانتخابات التي جرت في العراق من بعد الاحتلال الى وقت قصير فقد اوصلت لنا اناس جاءوا من متاهات العالم المتحضر الذي هاجروا اليه وعادوا بامراض نفسية وحقد على كل ما هو وطني ومخلص وتدمير حقيقي سواء كان ارضا او شعبا , قد لا تكفي بعض الكلمات لترتيب انجازات هؤلاء في تطورهم السلبي وما احدثوه والمصيبة انهم يتبجحون بافعالهم ! ...
مبارك للشعب الالماني وانا منهم هذه الديمقراطية وهنيئا لكم انجازاتكم وهؤلاء السياسيين الذين يسارعون الخطى في برامجهم الانتخابية ارضاءا لمن ادلى بصوته لهم . الكل يعرف حقوقه ويعلم ما عليه من واجبات . وياليتنا نتعلم هذا الدرس ونترك ابو عباءة وعمامة . الناس تعطي صوتها لمن تريد لا لمن تفتي الاصنام الخرساء له .
