
دعت حكومة الرئيس الصيني شي جين بينغ مواطنيها إلى إعادة النظر في قرار السفر إلى الولايات المتحدة، في خطوة جديدة تُضاف إلى سلسلة ردود بكين على التصعيد الجمركي من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالدترامب، الذي فرض مؤخرًا زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.
وقالت وزارة الثقافة والسياحة الصينية، في إشعار تحذيري صدر ليل أمس، إن "في ضوء تدهور العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتزايد المخاوف الأمنية في أميركا، تنصح الوزارة المواطنين الصينيين بأن يقيموا بعناية مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة وتوخي الحذر خلال تنقلاتهم".
ويأتي هذا التحذير في وقت أعلنت فيه بكين عن فرض ضريبة بنسبة 84% على جميع الواردات الأميركية، ردًا على الإجراءات الجمركية الأخيرة من إدارةترامب، في ما وصفته وكالة بلومبرغ بـ"خطوة تصعيدية تعمّق من الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم".
هذه الإجراءات أحدثت اضطرابًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، في ظل مخاوف من تداعيات طويلة الأمد على سلاسل الإمداد العالمية، والتبادل التجاري بين البلدين، الذي تجاوز حجمه السنوي 700 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة.
إلى جانب التحذير السياحي، أصدرت وزارة التعليم الصينية توصية موجهة إلى الطلاب الراغبين في الدراسة بالولايات المتحدة، مشيرة إلى ضرورة "تقييم المخاطر الأمنية المتعلقة بالدراسة في بعض الولايات الأميركية"، في ضوء ما وصفته بـ"التطورات القانونية الأخيرة"، وعلى رأسها مشروع قانون جديد تم إقراره في ولاية أوهايو، من دون الإشارة إلى تفاصيله.
وتأتي هذه المخاوف وسط تزايد الحديث عن تصاعد المشاعر المناهضة للصين في بعض الدوائر السياسية الأميركية، وفرض قيود على الفيز الطلابية الصينية خلال السنوات الماضية، لا سيما في الاختصاصات الحساسة المرتبطة بالتكنولوجيا أو الصناعات الدفاعية.
ويعيد التحذير الحالي إلى الأذهان الخطوة التي اتخذتها بكين خلال أزمة كوفيد-19، حين طلبت وزارة الثقافة والسياحة الصينية في نيسان 2020 من المواطنين "عدم التوجه إلى الولايات المتحدة بسبب الإجراءات المفرطة للوقاية من كوفيد-19 والوضع الأمني الداخلي"، وهو ما عكس حينها ذروة التوتر في العلاقات الثنائية، التي شهدت آنذاك أيضًا حربًا إعلامية بين البلدين بشأن منشأ الفيروس ومسؤوليات انتشاره.
